الأحد، 24 نوفمبر 2013

مجلس ظفار


بسم الله الرحمن الرحيم

 

اتفق المجتمعون من مثقفي و كتاب و أدباء وشعراء و مسرحيو وفنانون و مهتمون بالشأن الثقافي بقاعة المحاضرات بغرفة تجارة وصناعة عمان في23/ 12/2013م  على التالي:

1.    الاعلان عن تأسيس مجلس ظفار الثقافي الأهلي.

2.    تشيكل لجنة تحضيرية يوكل إليها مهام:

-  إعداد مسودة للائحة تنظيمية لعمل المجلس

- مهام النشر و الاعلان عن المجلس عبر وسائل الإعلام و التواصل الاجتماعي

-  تضم اللجنة كل من  د/سعيد نعوم الكثيري (قانوني)،الكاتبة منى سالم جعبوب ، و الفنان التشكيلي سعيد عبدالله الدارودي ،الصحفي عادل سعيد اليافعي و الناشط ماجد طويب عكعاك و الإعلامي سالم محمد الكثيري  الفاضل/مروان اليافعي (قانوني).

3.  تحديد يوم السبت الموافق 28/12/2013الساعة الثامنة مساءا موعدا للاجتماع القادم لتشكيل مجلس ادارة بالانتخاب وبدء الفعاليات و يترك تحديد مكان الاجتماع للجنة التحضيرية  على أن يتم  الإعلان عنه قبل الاجتماع بفترة كافية.

المجتمعون هم:

عبدالمنعم البحر الرواس

عبدالله العليان

د/سعيد نعوم الكثيري

حفيظ الراجحي

منى سالم جعبوب

ماجد عكعاك

محمد مستهيل الشحري

غازي عبدالله الرواس

سعيد عبدالله الدارودي

سالم محمد الكثيري

عادل سعيد اليافعي

سعيد محاد المعشني

محمد المهندس

طارش قطن

خالد محمد الكثيري

د/ سالم عاطف

أحمد بدر الرواس

علي  العائل الكثيري

مسلم سيهل حاردان

مروان اليافعي

سالم سهيل الكثيري

خالد غواص

سهيل ثوعار المهري

أحمد حاردان

خالد عمر الشحري
أسماء جابر عتيق

 

 

 

 

الأحد، 13 أكتوبر 2013

عود على بدأ





سبق و أن قلت أن الاعلام العماني يغرد خارج السرب الحضاري للحكومة و إلى هذا اللحظة أحاول أن أتحلى بمبدأ ضبط النفس الذي هو السمة البارزة للشخصية العمانية و لكني الآن أيضا بت مقتنعة أن كل ما يقال من سوء عن هذه الوزارة و عقليات رجالها أقل بكثير مما تستحق على أرض الواقع هي بحاجة لمتخال و غربلة.أشعر بكثير من الغيض إتجاه طريقتهم في التعاطي مع الأمور ثم يقولون لك الإعلام العماني إعلام متزن! و أنا أراه إعلام(....)لن أكمل بل سأعود لضبط النفس.

سيقول أحدكم لماذا هذا الهجوم على الإعلام العماني؟ لأنها بإختصار وزارة(....) لن أكمل -أيضا من منطلق ضبط النفس-لا أعرف ما هو دور الإعلام العماني هل فقط نقل خبر استقبل و دع أصدر زار غادر وقع...أليس لها دور في صنع الثقافة و النقاش الداخلي و التوعية الوطنية نعم الوطنية قبل ما يقارب العام في ملحق "نون" كتبت مقالا تحدثت فيه عن أزمة المواطنة وعنونته بعنوان "بعيني لا بعين جماعتي"و قلت فيه أن أنها ستظهر شئنا أم أبينا أزمة اسمها الإنتماء للوطن أزمة إسمها الولاء لعمان و ها هي تظهر،كل من لم توافق القرارات رأيه أو كل من لم يحصل على نصيب من الكعكة يريد أن يضرب بالوطن عرض الحائط.و وزارة الاعلام تنقل القرارات و الأخبار دون أن توعي المواطن البسيط بعدم الانسياق لؤلائك موريدي الشقاق أو حتى أؤلائك أصحاب الاطروحات الفكرية المغايرة،المكابرة في عدم الانصياع لضرورة تغير المسؤولين عن السياسة الاعلامية ليس قرارا سليما من المعنين بل هو تؤاطؤ يضر بالوطن و يجب أن لا تأخذنا العزة بالاثم بالابقاء على سياسة إعلامية لم تعد تدرك الواقع و متطلباته!!

كان لي مقال عنوانه "مقتولون بين ترف العلماء و ترف الساسة" أرسلت لجميع الجرائد العمانية الحكومية ولم ينشر فضطررت لارساله لجريدة القدس اللندنية.ما داعي كل هذا الحديث وما دعي هذا المقال؟!

إ
نها باختصار أزمة الأهلة، سألت أحد المطاوعة لدينا قبل سنتين هل توحيد الأهله بين الدول الإسلامية المتجاورة -كالإمارات والسعودية و اليمن- ضروري من وجه رأي علماء الدين؟ فأجابني بأنها مسألة خلاف و فيها أقوال متعددة فالبعض يرى ذلك و البعض يرى أن على كل بلد أن يستطلع هلاله؟ وسألته و ماذا تأيد أنت؟ فقال لي أنه يرى الأخذ بالرأي القائل بتوحيد الأهله لما في ذلك من روحانية عالية و وحدة لكلمة وصف المسلمين.فسألته و إذا حدث خلاف هل يعمل كلٌ برأية أم يرجح رأي ويبطل رأي؟! فأجابني عادة في الأمور الخلافية قد يرجح رأي على رأي ولكن لا يوجد رأي باطل،فسألت واذا احتدم الخلاف هل من طريقة؟ فقال اجتمع علماء السلف و الخلف الصالح على أن رأي ولي الأمر هو الذي يعمل به ويرجح المسائل الخلافية و هو الواجب و الخروج عليه غير جاجز لأن المسألة أصلا موضع خلاف.

ثم حين حان وقت طاعة ولي الأمر خرج صاحبنا على ولي الأمر وصلى مع الناس العامة الذين لا يفقهون الواجب من الجائز ولا يفرقون بين معنى خلاف و إختلاف ! إنساق المطوع المتزن للعامة لأنهم اتهموه بالجبن و الخوف و طعنوا في دينه ونسى قول ولي الأمر وقول الفتنة راقدة لعن الله من أيقضها.

السبت، 27 أبريل 2013

لا يعقل أن يستعيد جلالة السلطان ما منح؟!...


لا يعقل أن  يستعيد جلالته ما منح؟!...

لم أصدق عيني و أنا أقرأ الرسالة رقم:إ خ م و/ 12س/2314/2010 و الصادرة بتاريخ 21/يونيو 2010م من وزير ديوان البلاط السلطاني السابق السيد علي بن حمود إلى وزير الاعلام السابق، و التي نقل فيهاالسيد علي موافقة صاحب الجلالة حفظه الله و رعاه على  تقسيم أرض مدينة الاعلام إلى ثلاثة أجزاء بحيث تقسم (1 و2) إلى اراضي سكنية بغية توزيعها على المواطنين القاطنين بها و تمليكها لهم تقديرا لخدماتهم كما جاء في نص الرسالة. والغريب أنه إلى الآن لم يتم تمليك الأرض لأصحابها وفق التوجيهات السامية و المسألة رغم بساطتها وصلت لأروقة القضاء فماذا يحدث في بلادنا؟!

من المستبعد جدا بل من المستحيل أن يستعيد جلالته –حفظه الله ورعاه- ما منح فهو الكريم ذو الجود وليس هذا من شيمه، كما أنه لا يُقبل أبدا  أن تؤخر تنفيذ التوجيهات السامية كل هذه الأعوام، فالقضية ليس قضية مساكن و تسكين بل قضية أكبر من ذلك بكثير إنها قضية الذات المصانة لو كنت مكان المسؤولية في الادعاء العام و وصلت لي تلك الأوراق و التوجيهات لحركت قضية ضد من عطلوا التوجيهات السامية ولوجهت لهم جميعا تهمة المساس بالذات السلطانية.

ونظرا لاستبعادي شخصيا أن يكون جلالته أمر باستعادة ما وجه بمنحه فهناك جملة من التساؤلات تتزاحم و تفرض نفسها في هذا المقام:

لماذا عطلت هذه التوجيهات السامية؟!

وهل هناك مآرب أخرى لمتنفذين كبار؟!

وهل التعطيل و التأجيل هدف في حد ذاته؟!

وهل هناك من يسعى عن قصد لإثارة البلبلة في البلاد؟

وهل هناك توجه لاستعادة الاراضي الشاسعة التي منحت لأخرين أم الفقراء و البسطاء فقط هم من تستعاد منهم المنح؟!

و هل يجب أن تعاد قضايا المطالبة بالمحاسبات و عودة أراضي الدولة؟!

أم هو مجرد سوء تقدير سيكلفنا الكثير؟!

حقيقة وأنا أقرأ واتابع معاناة ما كتبه أحد الاعلاميين في المواقع الالكترونية  شعرت و كأن القضية في دولة شهد لها بالتعسف وليس قضية في دولة كعمان قطع كهرباء و ممارسة ضغوطات بهدف الاخلاء و إخفاء الحقيقية و استخدام الترهيب لأسر خدم أربابها الدولة لعشرات  السنيين فلماذا كل ذلك لازلت لا أفهم؟!

منذ 2010إلى 2013 القضية لم تبرح مكانها و هناك غموض و سرية يكتنفانها تغيير الوزراء و تغيير مجلس الوزراء بأكمله ورغم ما شهدته الساحة العمانية من تحولات عظيمة خلصنا منها في قضية مدينة الاعلام أن  تغيير الوجوه لم يحسم المسألة بعد ولذلك توجه الاعلاميون للقضاء و في قاعة المحكمة وجهوا التهمة لوزارة الاسكان التي كان ردها عبر ممثلها بأن  دفعوا بعدم قبول الدعوى لرفعها على غير ذي صفة رغم انهم في ذكر الوقائع جاء من ممثلهم نصا بأن بتاريخ 30/6/2010م ورد خطابا من وزير الاعلام الى وزارة الاسكان يحمل رقم (302/2010)بشأن تقسيم الموقعين رقم (2,1) الى قطع أراضي سكنية"

فلمن هذه الأراضي السكنية يا تري ولماذا قسمت ؟ وهل ستؤول لمن جاء بهم توجيهات المنح أم لأخرين؟ ولماذا تغيب ممثلي وزارة الاعلام والهيئة العامة للتلفزيون عن حضور الجلسه؟

الأمر في بلادنا في كثير من الأحيان يبعث على الحزن و لا يبشر باستقرار قريب فإذا كثرت المظالم و كثر الساخطون وجب دق ناقوس الخطر فالمكرمات نهج وجد للجميع و تراب الوطن لمستحقيه لمن سقوه بالعرق و الجهد و عمروه بالجد و العمل و الحقوق يجب أن تؤول لأهلها وإذا  كان المثل المصري يقول "أعطوا الخبز لخبازة" فيجب أن نقول: أعطوا مساكن الاعلام للإعلاميين.

الأحد، 18 نوفمبر 2012

العيد الوطني ....


العيد الوطني يبعث في قلبي الشجن –رغم احتمالية تغيره في مراحل قادمة من عمر الوطن- في الصباح و أنا أشاهد أطفال المدارس يلوحون بأعلامك يا وطني ينتابني شعور أنك تبحث عن شط تستريح عليه و إليه!

 أشعر أنك مثقل و لكن لك جناحي صقر لا يتوقف عن التحليق!!!

 وفجأة يتبدل كل ذلك لزهو و فخر بوطن عظيم  "عمان التاريخ"....

يا عمان الملاحم العظيمة في طرد الغزاة من خليج عمان والساحل و الداخل شمالا وحتى ريسوت جنوبا...

يا عمان العظيمة  يا منجبه العظماء بك أزهو و أفخر......

السبت، 10 نوفمبر 2012

من يدرأ الفتن و من يوقظها...


من يدرأ الفتن و من ييقظها...

 

إذا أردت أن تكون عادلا و متسامحا فخذ لنفسك قاعدة لا تحيد عنها أبدا ما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه للأخرين. مثلا

 

لو أتي في نزوى بمعهد يدرس بالمذهب غير الأباضي هل ترضى؟ أنا شخصيا سأعلن  اعتراضي

 

لو لوح أحدهم لك بإصبعه موحيا لك بأني أستطيع اقتلاع عينيك هل ترضى؟

 

عموما الموضوع اجبرني رغم انشغالاتي البحثية بالعودة للكتابات القصيرة كما اسميها فهناك أخطاء جسيمة سيدفع ثمنها من جسد الوطن في المستقبل القريب و لكن أين من يكترث لكل هذه التراكمات؟!

 

أيها المتعصبون

أيها المتطرفون

أيها المحدودي الرؤية الوطن لا يحتمل كل ذلك

 

من الطرفين و أنتم تعرفون ما أقصد خففوا فالجرح لا زال ينزف

 

في كل الاحوال هناك أجهزة و جهات ذات ثقه و مصداقيتها نثق بها و بوطنيتها لا بد أن تتدخل و نسأل الله لها التوفيق في خمد نار الفتن.

الجمعة، 28 سبتمبر 2012

الأربعاء، 18 يوليو 2012

للآسف يا أساتذه الجامعة!!!

أشعر بالحزن الشديد لأني طرت ذات مرة فرحا بأساتذة الجامعة الذين تولوا الاعلام لدينا (هيئة الاذاعة و التلفزيون و وزارة الاعلام) للآسف نشر الصور  أوصلني وحدي على الأقل إلى أن كل من د.عبدالمنعم و د. عبدالله لا يمكن أن نعول عليهم كثيرا في صناعة سياسة إعلاميه جديدة قائم على الشفافية و المصداقية و المنهجية.
و لو نشرت الصور في إطار تحقيق صحفي أو تلفزيوني طرحت فيها و جهات النظر المختلفة أو على الأقل شيء ذو حرفنه إعلاميه لما تسرعت في الوصول لهذا الحكم القاسي على نفسي قبل الاخرين فلا أصعب من خيبة الأمل لكن حتى ما بث و نشر يفتقر لأبسط مقومات العمل الصحفي.

عموما نصيحتي للاساتذه انطلقوا من القيم و المبادئ تنقذون الوطن.

الأربعاء، 30 مايو 2012

عمان و وحدة الخليج

في ظل التغييرات الإقليمية وتحدياتها بات الهاجس الأمني أكثر ما يؤرق دول الخليج العربي بدءا بالخطر الفارسي "إيران" ثم الربيع العربي والمشكلات الداخلية التي يعاني منها الخليجيون مضافا لها تلك القلاقل في دول الجوار –العراق واليمن-. وفي ظل كل ذلك طرحت فكرة وحدة الخليج العربي التي يفترض أنها فكرة قديمة بدأت منذ قيام الإمارات العربية المتحدة ووصولا إلى إنشاء مجلس التعاون الذي كان يفترض أن يكون تمهيدا لقيام الوحدة الخليجية المزعومة لكن دول الخليج حبت كالسلحفاة في التعاون نفسه ثم فجأة بسبب الخطر الأمني طرحت الوحدة وقيل يجب الانتقال إليها.
المشكلة أن الأفكار دائما لدى العرب أو فلنقل لدى كبار العرب تولد غير واضحة الرؤية ومشكوك دائما في إمكانية نجاحها وذلك لأن للأسف زعماؤنا ينظرون لنا بريبة، فقراراتهم دائما في دهاليز مظلمة بل وحتى في غرفهم المغلقة يخرجون دون أن يخبروا بعضهم بالحقيقة، فلا شفافية، ولا نوايا صادقة لديهم و طالما حالهم كذلك، فالتخبط حليفهم في كل مشروعاتهم والضحية دوما نحن.
المهم ما يعنينا من كل ذلك أن الوحدة الخليجية باتت تطرح بجدية لمواجهة الخطر الإيراني والربيع العربي فبات لابد من توازنات للقوى في المنطقة حتى لا تبقى إيران القوة العظمى في المنطقة، خاصة أنها دولة قائمة على أيدلوجية مذهبية معادية للغرب، فكان الحل يتمثل في إيجاد دولة شبيهة بها أي أيديولوجية بنفس المواصفات بحيث تكون هناك دولتان إسلاميتان وإحداهن  شيعية فارسية و الأخرى سنية عربية وقد صور البعض رفض عمان لمشروع الوحدة الخليجية لأنها لا سنية و لا شيعية و لكن ليس هذا هو السبب الذي يدفع عمان للرفض فعمان لم تكن في يوم من الأيام دولة مذهبية و لكن إذا اصبحت دولة الوحدة مذهبية فيجب أن نرفضها جميعا لأن الايديولوجيا الواحدة المعادية للمخالف  في ظل اثنيات متعددة تدفع للتفكك و بالطبع فهناك اسباب كثيرة أخرى تدفعنا كعمانيين لرفض الوحدة الخليجية المفاجئة رغم القناعة التامة بأن لا محال يوما من الأيام سيحد العرب جميعا في نهضة عربية أو اسلامية عظمى و ما هي إلا مسألة وقت فحسب وستكون الوحدة بإذن الله، ولكن ما طرح الآن دون دستور معلن للعامة قبل الخاصة سيستفيض النقاش فيه في جميع الأوساط الشعبية و النخبوية و السياسية ليتدرج في تنفيذه وفق جدول زمني إذا لم يحدث  فلعمان كل الحق في رفض تلك الوحدة ليس لأنها تعتبر نفسها خارج الكيان الخليجي العربي بل لأنها الدولة الأقدم تاريخيا و الأكثر وعيا بمفهوم الدولة و من حقها أولا أن تتساءل ما هو وضعها في هذا الكيان الخليجي الوحدوي؟ وكذلك هل هذا الكيان متماسك بحيث يضحى لأجله بالدولة المستقلة؟
 وحتى نكون أكثر وضوحا فالدولة الموحدة يراد لها أن تكون ايديولوجية أو بتعبير أكثر وضوح يراد لها أن تكون السعودية الكبرى أي التوسع في النموذج السعودي ليشمل رقعة أكبر من الجزيرة العربية و على هذا الأساس نرفضها لأنه بالتجربة ثبت ثقل الجسد في ظل الطائفية المستشرية، لكن إذا كان الأمر غير  ذلك  وتلك الوحدة هي الوحدة التي طالما حلمنا بها فلابد لها من دستور أولا يوضح لنا شكل و ماهية ذلك الاتحاد فالحق أن الوحدة السياسية من حيث المضمون تكاد تكون متحققة فالانظمة السياسية متشابهة و المواقف اتجاه القضايا الداخلية والخارجية واحدة و في الأزمات يتجلى التوافق و الاتفاق أكثر لذلك الوحدة التي يجب أن تقوم بين دول الخليج العربي هي الوحدة الاقتصادية و التعليمية و الدفاعية من خلال كنفدرالية يتفق عليها لضمان حقوق الجميع. بحيث تكون هناك مؤسسة واحدة  في المجالات الثلاثة -الاقتصادية، التعليمية، الدفاعية-  بطريقة ترضي طموحات الشعوب وكذلك زعماء الخليج ورغم أن الهاجس الأمني هو مفجر فكرة الوحدة الخليجية لكنه وحدة من سيعيق الوحدة الخليجية باختصار من سيكون قائد الجيش الخليجي الموحد و من هم الأكثر عددا  ورتبا في هذا الجيش؟ وبأمر من سيحرك الجيش الخليجي؟ وهل سيخاف الزعماء الخليجين على عرشهم من الجيش الخليجي الموحد؟
عموما من حقنا في عمان أن نرفض تلك الوحدة المزعومة التي ظاهرها أيديولوجي ودافعها أمني. ولكن أيضا ما هو وضع عمان لو حدثت وحده خليجية وعمان خارجها؟!

http://www.alroya.info/ar/citizen-gournalist/visions/34627----

الأربعاء، 23 مايو 2012

يـــــــــــور

يـــــور
-


عندما يكون المجتمع مثقلا بالجراح لابد أن تنكأه الأيام، ومجتمعنا مثقل بجراحه من زمن الجاهلية لزمن الاستعمار لأيام الاستبداد، فهؤلاء هم العرب دائما متنافسون على الرئاسة، فحتى دولنا مسكنونة بروح القبيلة، فهذه حدود عبس وتلك حدود ذبيان. الى الآن لم نتجاوز تلك الروح  ولا تلك المشكلات الناتجة عنها وان  كنا اعدنا انتاجها بروح العصر ولكن ما يعنينا الآن هو ما ظهر على السطح في محافظة ظفار من قضية منطقة يور وتنازع قبيلتين عليها فكل تدعي ملكيتها وتبعيتها لها، فلقرب تلك المنطقة من وادي دربات فإن من الممكن حفر اكبر الآبار المائية بحيث سيصبح اغلى واهم من البترول في عصر الجفاف والتصحر كما انه يمكن ان تقام فيها أجمل المنتجعات السياحية ولكن السؤال لماذا لم تنفجر هذه الخلافات  التي في ظاهرها قبلية مع العلم ان القبيلتين متجاورتين منذ مئات السنين ويور موجودة منذ آلاف السنين، فلماذا النزاع الآن؟!

    عموما هناك قلق ليس بخافٍ على احد لدى جميع المواطنين في محافظة ظفار، فمساحات شاسعة من الأراضي تحولت لإقطاعيات الاستعمار الجديد ـالشركات الكبرى- وكذلك عزب بمساحات شاسعة ومواقع مميزة منحت لنافذين مستنفذين في البلاد والمواطن البسيط حفيت قدماه ليجد قطعة ارض صغيرة رغم أن  الأرض جميعها ملكه عرفا وشرعا ووطنا، فيقال له القانون لا يسمح  والغريب كيف أن عين القانون لا تلمح تلك الأسوار الشاسعة والعزب المترامية الأطراف في كل مكان. ربما هناك مبررات، وفعلا نحن بحاجة لاستثمارات تنعش البلاد ولكن حقيقة إذا لم يعم نفعها على العباد وإذا لم يشعر ذلك المواطن  بالاطمئنان فسيعود للشكل التقليدي الذي من خلاله عاش ملكا دون مملكة. المهم ينتابني شك أن الصراع بين القبيلتين صراع يدار برحى اصحاب المصالح. اعتقد ان هناك من لعابه بدأ يسيل ليستثمر في تلك المنطقة  بل وليستحوذ عليها دون غيره ولذلك فمن المجدي جدا فتح الملفات القديمة ونبش الجراح لتوقف المشاريع بحجة النزاع القبلي ثم بعد حين يعاد الرسم وفق المرسوم.
     يور في حد ذاتها أوضحت لنا ووضعت أمام أعيننا حقيقة جلية: نحن مجتمع قابل للنزاع ومهيئ وبسهولة للدخول في فوضى وليس السبب هي القبيلة فقد اثبتت  التجربة من خلال أربعين عاما ونيف بأن النظام القبلي نظام قابل للتكيف وقابل للتمدن  والعصرنة لكن الجشع وروح الاستبداد وإرث الماضي واسلوبه هو  السبب في ما  نحن فيه. احدهم يقول الأمر ابسط من ذلك بكثير لقد كثرت البطالة كما زاد عدد الشباب الذين لايملكون قطعة ارض ولذلك كل ما في الأمر أن كل قبيلة أدركت ان تلك المنطقة ـ يورـ  يمكن ان تكون  مصدر  رزق  لفرص عمل من خلال ما يمكن أن يقام من مشاريع،  كما  أنها أصبحت قابلة لان تُسكن،  فالخدمات ستصل لها سريعا  فهو باختصار اذن صراع لأجل الحياة ولوتوفرت فرص العمل للطرفين وكذلك وضع المواطن على رأس قائمة الاستحقاق للأراضي كما وضعت الشركات والمتنفذين فستحل الامور،  فالعدالة الاجتماعية وحدها  من اهم ركائز الأمن في المجتمعات وما استخدام القبيلة الا شكلا من اشكال المطالبة بتلك العدالة حيث لا توجد وسيلة اخرى متاحة.
  عموما أيا كان السبب أهو وشايات أصحاب رؤوس الأموال ام هموم الحياة اليومية فيور قد فجرت قضية هامة وهي القبيلة ودورها في المجتمع والدولة وطريقة تعاطيها مع المشكلات. أحيانا كثيرة يجب ان لا نلوم المجتمع  فلا يوجد لديه وسيلة اخرى للتكتل بهدف المطالبة بالحقوق غير القبيلة  ففي ظفار مثلا ـوربما الامر كذلك في العديد من محافظات السلطنة باستناء مسقطـ لا توجد أي جمعية  اهلية من مؤسسات المجتمع المدني، كما ان لا نظام احزاب لدينا  فكيف نطلب من المجتمع ان يكون مدنيا ولا قواعد للمدنية لديه؟ فمخطئ جدا من يظن ان المدنية مجرد عمران، فالمدنية اسلوب حياة تقام على أساس نظام  ومؤسسات فإذا اختلت أو فقدت فلا مدنية ولا دولة حقيقية من الأساس

الأربعاء، 16 مايو 2012

من علامات ضعف الحكومات وانهيار المجتمعات

إن من علامات ضعف الحكومات و انهيار المجتمعات تفشي الفساد و انتشار الجريمة. فهو يؤدي إلى انحراف الشريحة العظمى من فئة الشباب وذلك لأنه بضعف الحكومات و عجزها عن الردع و العقاب و حماية الحدود تتسلل للمجتمعات العصابات و تكثر الجريمة كما يكثر الفساد و يستشري مرض الرشوة والاختلاس. وللأسف الشديد فنحن مجتمع على وشك أن يصل لما يمكن أن نسميه مجتمع الحكومات الضعيفة، صحيح أننا لم نصل بعد و لكننا على العتبة فلطالما اعتقدت أن كثيرا من الزملاء ممن كتبوا عن انتشار القات و المخدرات يبالغون فيما يطرحون ولكني وجدت ـكما أعتقدـ  أن الواقع أكثر قتامه مما نعتقد. لقد انتشر القات و المخدرات في البلاد كانتشار النار في الهشيم و أفقنا على شريحة عظمى من فئة الشباب مدمني القات و المخدرات و أن أموالا طائلة تخرج من البلاد ثمنا لتلك السموم القاتلة  و في المستقبل و في ظل هذه الظروف الإقليمية و الدولية الغير آمنة سيسهل الحصول على المعلومات و ايجاد من يبيع البلاد بحزمة أو بشحنة من تلك  السموم. نعم فعندما تضعف الحكومات تضعف معها المجتمعات و ربما العكس صحيح و لكن في النهاية النتيجة واحدة مع مرور الأيام تخرج الأمور عن السيطرة و يفقد أهم عنصر من عناصر الاستقرار و الحياة و هو الأمن كما يفقد أهم معاول البناء و هم الشباب و في وجود هذا المناخ تنهار الدول و تستباح و تغدو دون هيبة. 
عموما لم أكن أعتقد أن الأمور لدينا وصلت لهذه الدرجة من السوء بل وأذهلني جدا أن طرق التهريب و الترويج ليست بخافية على أحد من الشباب إلا المنخرطين منهم في الأجهزة الأمنية –الشرطة و الجيش و الأمن الداخلي- فكلهم يعرفون أن هناك ثلاث طرق للتهريب من و إلى محافظة ظفار و أن هذه الطرق تسلكها العصابات المنظمة وبحسب قولهم فهي:
1-    عبر الصحراء و تتمثل في العبور من الصحاري العمانية للسعودية ثم الدخول لليمن و العكس يصح.
2-    عبر الجبال فيتم التهريب عبر طرق ملتوية بالقرب من صرفيت و منه الدخول لليمن.
3-    عبر البحر فمنه يقوم كبار المهربين بتسليم جهاز لصغار المهربين –شباب دون الثلاثين- وذلك الجهاز يرصد اتصالات رجالات خفر السواحل ويمكنهم من تجنب اتجاه الدوريات.
و لا أعرف لماذا مرباط بالذات يقولون أنها مركز المروجين؟ ربما هي ضريبة الموقع الاستراتيجي لمرباط المدينة الساحلية المحروسة بالجبال.
ومما يذهل في كل هذا هو الانتشار السريع و المفاجئ لتلك السموم!! و الأعجب و الغريب كذلك أن عددا كبيرا من المدمنين عاطلين عن العمل و البعض منهم قاصر، فكيف يتم دفع القيمة الباهظة لتلك السموم؟!


 يقال هناك ثلاث طرق للسداد:
الأولى: بدفع قيمة البضاعة نقدا.
الثانية: بالعمل و هي أن يقوم المتعاطي بالترويج للقات أو المخدرات أو بتهريبها مقابل ما يتعاطى وفي الغالب تحدد نسبة له تعتمد على كمية البضاعة التي قام بتصريفها.
الثالثة: بالجسد و هو أمر يندى له الجبين فتجار القات و المخدرات الكبار كما يشاع لديهم أوكار دعارة و مخدرات يستغلون فيها المتعاطين و بات يشاع حول أماكن لشقق مشبوهة و ماهية كبار مرتاديها ومديريها.
و رغم ذلك المجتمع لايزال واثقا  بأن الأجهزة الامنية و العسكرية في البلاد قادرة على القضاء على هذه السموم التي انتشرت و قادرة على إغلاظ العقوبات لمروجيها و لكن مما يجدر الإشارة إليه أن هناك احساسا بأن على أفراد المجتمع الصالحين التحرك و التصرف لحماية مجتمعهم و إنقاذ ابنائهم، و المصيبة ليس في هذا الشعور النبيل وحسب و لكن مصاحبة هذا الشعور شعور آخر بتقصير الجهات المختصة أو باحتمالية بتواطيء بعض أفرادها، هنا سندخل في فوضى ستزيد الأمور تعقيدا و ستقصينا عن الأمن و الأمان  فعندما تعالج المشكلة بمشكلة أخرى تخرج الأمور عن السيطرة.

الأربعاء، 2 مايو 2012

معونة الباحثين عن عمل

كانت معونة الباحثين عن عمل و التي مقدارها 150 ريالا عمانيا واجبا وطنيا لابد منه اتجاه هذه الشريحة العريضة من أبناء الوطن بل و حقا مشروعا عندما نعجز عن إيجاد المشاريع و الاستثمارات التي توفر للشباب فرص العمل للعيش الكريم، لكن يبقى السؤال: ما هي الثقافة التي يمكن أن نغرسها في جيل الشباب من خلال تلك المعونة؟
للأسف الشديد في أغلب برامجنا وأعمالنا نغيب دون قصد الجانب المعنوي والنفسي والنظرة المستقبلية وإن تشدقنا بالقول أنَا قوم نضع المستقبل نصب أعيننا قبل أن نقدم على أي عمل ولذلك فعندما قدمنا 150 قدمناها كتقديم الكارهين. لم تحظَ بالدراسة المتأنية بالقدر الكافي لذلك لم نعمل من خلالها على غرس أي قيمة أخلاقية يحتاج المجتمع لها وكذلك لم نعمل من خلالها على تدريب الشباب وصقلهم وانخراطه بواقع ميادين العمل. القصد أن هناك كثيرا من القيم لابد أن نسعى لترسيخها لتترسخ معها الهوية وروح الوطنية والولاء وحب المجتمع أي بشكل أكثر وضوحا كان لابد أن توضع من ضمن الاشتراطات للحصول على المعونة القيام بعمل تطوعي في أي جهه أو مؤسسة خاصة كانت أم عامة لنقول للشاب والشابة أنت لن تحصل على المعونة الا إذا خصصت من وقتك ساعتان كل يوم لخدمة المجتمع. ساعتان يقضيهما الشباب والشابات في خدمة المجتمع يكتسبون من خلالهما قيما وخبرات ويحلون كثيرا من المشكلات في المدارس والمستشفيات والجمعيات الخيرية والأهلية ويتعلمون الكثير من تطوعهم في القوات المسلحة والقطاعات المدنية ويشعرون بآلام الناس ومشكلاتهم فتتعزز لديهم الروح الوطنية كثيرا بل المشاعر الإنسانية، وكذلك تبنى شخصياتهم بناء صحيحا ويبتعدون عن الفراغ والكسل وأهم ما سيودعون هو الفراغ الفكري الذي يدفع الشباب إلى التقاط العادات من الخارج والنقمة على المجتمع وكذلك التقاط الافكار الهدامة والانحراف الاخلاقي والدخول في عالم الجريمة والضياع.
أي أننا نعين الشباب على أن تتشكل القيم الصادقة لديهم دون أن تجرفهم تيارات ذل الحاجة ولذلك يفترض أن نتعب قليلا نحن العاملين أيضا فيسبق العمل التطوعي الذي سيمارسه الشباب بدورات تطوعية هي أيضا يقدم فيها للشباب شروح في القوانين والتاريخ والعمل التطوعي وأهميته كما يوضع الشاب أمام أهم المشكلات والمعوقات التي تقف كعقبات أمام الجهة التي قرر أن ينخرط متطوعا فيها، وعلينا حينها أن نتخيل حجم الفائدة التي سنجنيها جميعا (شبابا ومجتمعا وحكومة) من ذلك وكم المشكلات التي سيقدم أولئك الشباب الباحثين عن عمل بطاقاتهم الخلاقة حلولا لها.
فقليل من الجهد الفكري هو الذي ينقصنا في برامجنا و أعمالنا المختلفة فنحن للأسف متأنون كثيرا في اتخاذ القرار لدرجة البطء و سريعون كثيرا في تنفيذه لدرجة العشوائية أحيانا كثيرة. ولذلك فطوابير الباحثين عن عمل دوما في ازدياد و بعد أن كانت هناك قوائم تنتظر فرصة العمل أصبحت لدينا قوائم أخرى تنتظر المعونة و بالطبع فالتذمر من البطء هو الحقيقة الجلية. عموما كان بالإمكان أكثر مما كان و لازالت الفرصة سانحة.

الأربعاء، 4 أبريل 2012

نحن وهرمز وايران

علاقة عمان بإيران علاقة تعتمد على قاعدة حسن الجوار، و هناك بلا شك رصيد من حسن النوايا فيما بعد عام سبعين متبادل بين الطرفين لكن لا يمكن أن يقال أن هناك صداقة حقيقية بين عمان وإيران. كل ما في الأمر هو أن إيران بحاجة لوسيط نزيه في بعض من قضاياها الشائكة مع الغرب و العرب أيضا و عمان تقوم بهذا الدور و لكن بطبيعة النظام الايراني و التركيبة الايرانية فيما بعد الثورة الاسلامية فإن العرب حلفاء الغرب و الخليج مركز القواعد العسكرية الامريكية التي تهدد ايران.عموما كل ما يهم من ذلك بالنسبة لنا هو الحفاظ على حسن الجوار دون أن يدخلنا ذلك في مشكلات مع أحد العمالقة العالميين وكذلك يهمنا جدا مضيق هرمز لأنه يوازي من حيث الأهمية قناة السويس و قد يتفوق نظرا لأهمية الذهب الأسود –النفط- ورغم ذلك فلم نسمع عن عائدات السلطنة من مضيق هرمز ولذلك فالسؤال: إذا كان مضيق هرمز تحت السيادة العمانية، فلماذا لا يكون أحد موارد الدخل القومي لعمان؟
الجميع تحدث عن هرمز ولمن السيادة الأمنية عليه؟ لأن هذا ما يهم عند نشوب حرب أو تصاعد التهديدات المتبادلة بين ايران و الغرب. أحيان كثيرة يبدو هذا الخلاف مزيفا أو غير مقنع أو ربما تحكمه توازنات القوى فلا أحد من الطرفين ضعيف و لذلك فلعبة الشد و الجذب مستمرة و الحق في دائرة صراع القوى الكبرى يجب أن نعرف حجمنا حتى لا نقحم أنفسنا فيما لا نقوى عليه لكن أيضا من حقنا أن نستفيد مما يقع تحت سيادتنا فإذا كانت هرمز تحت السيادة العمانية يحيرني جدا أن لا ذكر لعائداتنا من الضرائب على السفن التي تمر بهرمز فـ40% من النفط العالمي يمر عبر هرمز مما يعني أن كل 6 دقائق تمر سفينة محمله بالنفط و هذا بالطبع يجعله و السواحل القريبة منه عرضة للتلوث و موت الأحياء البحرية فهل لنا من هرمز فقط تلوثه و هو ممر دولي لا يحق لأحد فرض ضريبة على من يمر خلاله؟ و إذا كان هل يجب أن نقبل بذلك؟ أم أن لا سيادة لنا من الأساس على هرمز وفتحة و إغلاقه بيد غيرنا؟
عموما هرمز ورقة رابحة في يد ايران فكلما قويت لهجة التهديدات الغربية لها هددت بإغلاق مضيق هرمز، أما نحن كعمانيين و بحكم أننا و لله الحمد لا مشكلات ظاهرة لنا مع أحد فهرمز حمل ثقيل على كاهلنا يدخلنا في صراعات دولية و يجعلنا عرضة لتوتر دائم و ليس بالامكان التخلص من هرمز فالجغرافيا لها أيضا إملاءات سياسية و عسكرية أحيانا ولكن  هل بالامكان التفكير بطريقة للإستفادة منها أم أننا حتى لا نستطيع أو لا نتجرأ على التفكير في ذلك؟
لن تعتبرنا ايران في يوم من الأيام أصدقاء مهما ادعت و ادعينا ذلك فنحن محسوبون على دول الخليج العربي و لن تقبل منا القوى العظمى  تقرير سياسات خاصة في هرمز دون أن ندخل في دوامة سياسية إذا لم ن دوامة دموية و لذلك لا حل لأجل سيادة حقيقية لهرمز سوى وحدة الخليج العربي على غرار  الوحدة التي قامت في الإمارات فباختصار لن يصبح للعرب أي سيادة فعلية على هرمز و المنطقة طالما هم دويلات مبعثرة.  ولكن في الوقت الراهن  يمكن لعمان أن تلوح كما يلوح الآخرون من منطلق سأحمي هرمز و أنظم الملاحة فيه ولكني في المقابل سوف آخذ ضريبة على السفن التي تمر عبر المضيق وبذلك نفتح مورد دخل قومي جديد سينضب هو الآخر بنضوب النفط.

الأربعاء، 21 مارس 2012

كفى يا وزارة التربية

أجيال وأجيال من أبناء الوطن و مستقبله تساق للأمية و الجهل و الفقر و ملايين بل مليارات الريالات من ميزانية البلاد تهدر دون جدوى. اثني عشر عاما تصرف الحكومة و يصرف ولي الأمر على ما يسمى في بلادنا تعليما ثم مخرجات ضائعة لم تعد الإعداد الكافي رغم كل المقومات الفطرية و المواهب الخلاقة التي يمتلكها الأطفال و الشباب لدينا. هل تعرفون لماذا؟ لأن وزارة التربية و التعليم و المنظومة التعليمية لدينا على الأقل من وجه نظري الشخصية بلا فلسفة حقيقية و بلا أهداف واقعية و بلا كوادر خلاقة و بلا إحساس عالي بالمسؤولية و هذا ليس تحاملا و لا تجاهلا للكثير من المخلصين لكن كثر الغث في ممتطي الكراسي الإدارية و المنظرين للعملية التعليمية هذا إذا كانت هناك في الأساس نظرية أو نظرة فيما يخص التعليم في و طننا. فعلا يؤسفني ويدمي قلبي أن أجيالنا يخطط لها بشكل ممنهج  وإن كان دون قصد- لتصبح هزيلة و هشة في الثقافة و في العلوم وفي القيم حتى!!

إذا كنا شعب يريد الرفعة و دولة تريد أن تثب لا أن تتثاءب و إذا كنا مجتمعا يريد البقاء و إذا كان هناك ساسه في هذه البلاد يريدون إصلاحا وتطويرا فيجب أن نقف بصدق عند تلك الحقيقة الصادمة و الواقعية أغلب التلاميذ في مدارسنا لديهم (هــ) أي راسبون في مادة واحدة على الأقل و كل مخرجات الثانوية العامة أو الدبلوم العام لا يملكون مهن!! وعليه يجب أن نقف بحزم على و عند الأسباب و المسببات صدقا رغم كل الجهد الذي يبذل من قبل المنتسبين لوزارة التربية و التعليم ترى الناتج لا شيء بالنظر لما يبذل و لذلك فعلى القائمين على وزارة التربية و التعليم بأن يقوموا بإعادة تقييم عمل الإداريين في الوزارة قبل تقييم التلاميذ و المدارس فمكمن و لب الخلل في المنظومة التعليمية في بلادنا سببها الرئيس الإداريون و الفنيون في وزارة التربية و التعليم فهو –أي الخلل- ينتج أولا هناك على مكاتب الإداريين و الفنيين ثم يصدر للمدارس و من ثم تضيع الأجيال. نعم  المراجعة يجب أن تتم و سريعا لفلسفة هؤلاء الاداريين و الفنيين و سريعا جدا قبل أن يفسدوا ما تبقى صالحا في العملية التعليمية، فهم حاليا يحاولون تحليل ما حدث في المدارس و في قراره أنفسهم مقتنعون أن المعلم و المدرسة في العموم هي السبب الأساسي للمشكلة و لذلك فبعضا منهم و ربما جميعا في المديريات العامة للتربية و التعليم قرروا أن يكون هناك اختبار لقياس مستوى التلاميذ و الوقوف على حقيقة الطلبة و لأنهم للأسف تعودوا و لسنوات على التملق للمسؤول و عدم الدقة في إعطاء الحقيقة و كذلك الكسل و الاستهتار و الاتكالية و لأن الاداريين العباقرة بمساعدة الفنيين من موجهي و غيرهم تكاثفت جهودهم  ووضعوا اختبارا يتملقون به لمن هم أعلى في سلم الإدارة العليا قاموا بتوزيعه على المدارس و طبعا طلبوا من المعلم أن يقوم هو باختبار تلاميذه و كذلك تصحيح  نتائج الاختبار و ايضا تحليل النتائج و من ثم ادخال البيانات في البوابة و عليه فقد قاموا هم بالدور المنوط به و الخلل يكمن في المعلم و المدرسة!!!
و العجب العجاب أنك تعتقد أن الخلل ليس فيك بل في المعلم ثم تطلب من هذا المعلم أن يقوم هو بالتصحيح و التحليل  بل و بعملية ادخال البيانات؟!! فأين قسم الاختبارات؟ و اين قسم الدراسات و التحليل؟ و اين هم مدخلو البيانات؟
نحن نريد بيانات صادقة تدلنا على حقيقة المشكلة و رغم ذلك لم يكلف السادة الاداريون بتشكيل لجان في كل مديرية من اداريين و معلمين  و تتولى هي عملية توزيع الاختبارات و تصحيحها و من ثم ترصد النتائج وتسلمها للفنيين و لتحليل البيانات  بل على المعلم الذي نريده أن يكثف جهوده في هذا الفصل في التدريس  أن يترك حصصه و منهجه  وأن يقوم بعمل يفترض أن يقوم به غيره و هذا فيض من غيظ  فالحقيقة أن الاداريين في الوزارة و الفنيين الذين يفتقرون للمقومات التي تؤهلهم لحمل مثل هكذا مسمى ميعوا التعليم فلم يعد أساس تقييم المعلم و المدرسة هو مستوى التلاميذ بل حتى التقييم نفسه يفتقر للمصداقية فهل يعقل أنك تريد أن تقيم شخصا و له تقول اختبر نفسك ثم أرصد لنفسك النتيجة ثم حللها؟! عفوا مهما كان مقدار ثقتنا بالآخر فهناك أشياء تفرضها علينا المنهجية والعلمية والمصداقية و الجدية يا وزارة التربية.
ثم متى ستصبح وظيفة المعلم تلاميذه و حصته فقط، و متى سيرى النور المركز الوطني للاختبارات الذي سيقوم بتقييم المعلم من خلال اختبارات للتلاميذ يصححها و يحللها ثم على أساسها التراكمي نقيم أداء المعلم هل تحسن تلاميذه أم مازالوا يدورن في الحلقة المفرغة و الشكليات و القشور التي فرضها الإداريون قضت على ما يسمى تعليما لدينا. ثم يا منظري التعليم في بلادي ألم تكفِ كل هذه المشكلات و تلك المخرجات لنعترف أننا قوم ضيعنا الكثير و يجب عند هذا الحد أن نقف و نقول كفى؟! ألسنا بحاجة أن نعيد النظر في العملية التعليمية برمتها؟ ألسنا بحاجة أن نعيد النظر في الفلسفة التعليمية و المناهج و مهام المعلم؟ وآليات التقويم و التقييم؟ و أن نفكر في ضرورة عودة التعليم التقني و المهني؟

الأربعاء، 22 فبراير 2012

إنهم لا يتعظون

الإخوان المسلمون" تنظيم إسلامي سياسي يعتمد على التربية لتجنيد الأتباع و نشرالأفكار، و منذ قيام هذا التنظيم شهد العديد من الشد و الجذب مع حكومات الدول التي يتواجدون فيها، و في دولة المنشأ مصر خصيصا ارتسمت علاقة واضحة من الشدة والجذب فلفرط  حب الاخوان للولوج في عالم السياسة و الإمساك بدعائمها و قيادة دفتها كانوا لا يتوانون عن الانخراط و تأييد كل تنظيم أو حركة سياسية من شأنها قلب أنظمة الحكم في مصر، و كانت الحركات الثورية في مصر تسعى لاستقطاب الإخوان نظرا لما يتمتع به التنظيم من شعبية و جماهيرية و سرعان ما نشهد فترات من الغرام السياسي ما بين الأخوان المسلمين و رجالات السياسة و الجيش القادمين لحكم مصر ثم تبدأ هذه العلاقة بالذبول شيئا فشيئا  وما يلبث أن يتحول الغرام إلى عداء و خصام وفي كل مرة يكرر الأخوان ذات المشهد و كأن التاريخ يعيد نفسه معهم. حقا أنهم قوم لا يتعظون!!

فحركة الضباط الأحرار مثلا كانت على علاقة وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين و كما يذكر فقد "تمكن عبد المنعم عبد الرءوف من تجنيد جمال عبد الناصر وضمه "للجمعية السرية لضباط الجيش" عام 1944، وظل عبد الرءوف طيلة المدة من 1944 وحتى 15 مايو 1948 هو المسؤول عن التنظيم السري داخل الجيش، متعاونا مع الفريق عزيز المصري والشيخ حسن البنا والصاغ محمود لبيب، وهناك بعض المصادر التي تشير إلى أن ارتباط عبد الناصر بالإخوان كان عن طريق الشيخ الباقوريٍ. في هذه الفترة أعجب بعض ضباط الجيش بما كانت تتميز به جماعة الإخوان من الإنضباط والروح المحاربة، وقد استجاب الإخوان وألحقوا الضباط الذين تجاوبوا معهم بالنظام الخاص، وتم اتصالهم بعبد الرحمن السندي في سرية مطلقة، وتم تخصيص الشيخ سيد سابق ليعطيهم دورسا في الفقه والثقافة الإسلامية عوضا عن عدم حضورهم محاضرات الإخوان العامة. ولما كثر عدد المنتسبين من الضباط في النظام الخاص وضاقت قدرات عبد الرحمن السندي وثقافته عن تلبية نوازعهم الفكرية وأشواقهم إلى العمل الجدي، أفرد لهم حسن البنا قسما خاصا يرأسه الصاغ محمود لبيب وكيل الإخوان وقتئذ. وأطلق محمود لبيب اسم الضباط الأحرار على هذا القسم التابع للإخوان داخل الجيش".
 هكذا ساند الأخوان الضابط الأحرار و كانوا الداعمين لهم شعبيا بل و على حساب الشعب أحيانا و لكن سرعان ما انقلب الضباط على الإخوان و نكلوا بهم و رموهم في المعتقلات و السجون بعد أن دانت لهم مصر. و وها هو ذا المشهد يتكرر الآن.. الإخوان الذين وصفوا بأنهم  دينمو ميدان التحرير سرعان ما استقطبهم العسكر ومنوهم بالانتخابات ومجلس الشعب و الحكومة فانقلبوا على الميدان و عما قريب سينقلب عليهم العسكر و مصر الثورة برمتها. فهوس الاخوان بممارسة السياسة و رغبتهم الجامحة في تحقيق هدفهم السياسي تجعلهم يلدغون من نفس الجحر مرارا من زمن الأحرار لحسني لحسين و هم على نفس المنوال.
وها هم حاليا -أي الإخوان- يدعون أنهم يفعلون ما يفعلون من أجل وحدة مصر وأمانها، و الحق أني لا أصدق ذلك؛ إنهم فقط لاهثون وراء السياسية يريدون أن يتذوقوا نشوة تحقيق الأهداف و لذلك يتسرعون كثيرا في دخول دهاليز السياسة. ربما حقا هم أنجح تنظيم إسلامي سياسي عالمي استطاع أن يُثَبت أقدامه في الوطن العربي و ينتشر بين الناس كانتشار النار في الهشيم، كما أنه استطاع أن يقدم نفسه كنموذج للاسلامي السياسي والاصلاحي المعتدل، و حافظ أيضا على صموده وبقائه بل حتى لم ينتكس رغم كل ما عانى من تنكيل حلفاء الأمس به لكن الشراهة التي يبديها الاخوان في ممارسة السياسة تبعدهم عن تحقيق الهدف لو كان الأخوان المسلمين –عذرا- تنظيما يتعظ  من الماضي لما اصطفوا غير لصف الشباب حتى و إن كان رأي الشباب خطأ و لهم في رسول الله –ص- أسوة حسنة. لقد امتثل لمطلب الشباب بالخروج من المدينة رغم عدم قناعته و اعتراض أكابر المجتمع المدني و المهاجرين على ذلك. لذا  فمشكلة الاخوان المسلمين دائما هي أنهم يراهنون على اللحظة ومن يراهن على اللحظة يحقق مكسبا، و لكن من يراهن على الشعب وحده الذي يكسب.

الأربعاء، 4 يناير 2012

فلنصغِ و إنْ كان لنا رأي مخالف و قول مختلف

من الضروري جدا أن يكون الإنسان مستمعا جيدا فجُل الناجحين مستمعين جيدين. وكل من يمارسون مهنة التدريس يمكن أن نقول عنهم مدرسين و لا ضير في أن نقول عنهم أساتذة و لكن قله هم المعلمون، والمعلم الحقيقي يستمع لتلاميذه أكثر مما يتحدث معهم. الاستماع شرط أساسي لنيل مرتبة معلم.
وهذا لا يعني أني أحب الصمت فهناك فارق لدرجة التضاد أحيانا بين الاستماع و الصمت: الاستماع يصاحبه صمت و يعقبه صوت فإذا أعقب الاستماع بصمت قاتل فهو استماع الخانعين وليس استماع الناجحين و ليس هو مطلبنا ومقصدنا.
للاستماع شروط  يجب أن يسبق بتأمل ويصحب بصمت و يعقب بصوت. صوت يمثل رأيا إذا أخللتُ بإحدى تلك الشروط فلن أقول لك  أني مستمعة بل أنا متابعة أو أي شيء آخر. الاستماع  شيء آخر و مرتبة عليا لا يستطيع الوصول له إلا كل ذي بصيرة وشجاعة.
لقد استمعت لكثير من البشر بمختلف المستويات الثقافية و الفكرية و الاجتماعية و السياسية، ومع ذلك لم يصل بي الاستماع لدرجة الاستمتاع إلا مع تلاميذي الأطفال. الاستماع للأطفال ممتع وجميل و يفتح الآفاق. الاستماع للكبار ليس بالضرورة أن يصل بك لذلك.
هناك من الكبار أيضا من يصغون ببِنهم للوشاة فهل هذا هو الاستماع الذي أقصده؟! بالطبع لا، مرضى النفوس يدسون الجواسيس حتى في بيوتهم يزرعون تلك الثقافة في أجيال و أجيال يجعل أحد الأبناء مثلا يتجسس على أخاه أو بقية أخوته وذلك الأخ وبقية الأخوة يتجسسون عليه جميعهم، يستمعون ويراقبون، فهل هذا هو الاستماع الذي أقصده؟ بالطبع لا. أذكر كيف أبرحت أمي أختي لوما وتوبيخا وعاقبتها بعد الحديث معها لأنها نقلت لأم صديقتها أن ابنتها تلعب بالتراب فعاقبت جارتنا ابنتها وضربتها وعوقبت أختي كذلك لأنها أتت صفة شنيعة لا تطيقها أمي هي نقل الوشاية. هي كما أخبرتنا أمي صفة ضعاف القدرة و ضعاف النفوس هي صفة لا تليق بكل من يريد أن يحترم نفسه ويُحترم. أختي قالت أنها قامت بنصيحة ولكن أمي قالت هي صفه ذميمة ولو أردتِ النصيحة لنصحتِ صديقتك، و ما راقبتها دون أن تنطقي بكلمة أو تنصحيها أن لا تلعب بالتراب و تتسخ ثم ذهبتِ دون علمها لتنقلي تلك الوشاية لوالدتها (فهنا الاستماع والمراقبة صفة ذميمة).
 حسنا الذين يستمعون للوشاة مثل الذين ينقلونها بل هم أشد بشاعة و أشد عجزا وضعفا و أشمئز منهم كثيرا. أرى هؤلاء المستمعين أحقر المستمعين على وجه الأرض. هم يتجسسون على أقرب الناس لهم. يقال أن الدول العربية تجند أجهزة استخباراتها للاستماع للشعب بهدف التجسس عليهم وانظروا هنا الفرق بين استماع واستماع!!
دعوني أقول شيئا يجب أن نجتث ثقافة الاستماع الممقوت لنزرع ثقافة الاستماع المحمود في تلاميذنا و أفضل طريقة لتعليم الخصال الحسنة أن نكون نحن قدوه لها. نحن نستمع لنناقش و لنحاور ولنزيح الفهم الخاطئ لا لنتربص ببعض. هل وضح المقصود؟
أي أنّا نستمع حتى للذي نختلف معه في الرأي. نستمع لنحاور و لنناقش  و لنطرح رأينا نحن، وأؤكد على "نحن" هنا. إنها نحن محمودة جدا، حتى لا نردد كالببغاوات يجب أن تكون نحن حاضرة عند الاستماع. فليس بالضرورة أن يكون الاستماع بتمعن تعبيرا عن الموافقة بل قد يكون دليل اختلافٍ بائنِ  في الرأي. فالاختلاف له آدابه و فنياته لدى كل من يدرك الفرق بين الخلاف و الاختلاف، وهو ثقافة يجب أن يُعمل على ترسيخها. الاستماع دون انصياع هي تلك الثقافة التي يجب أن نعلمها لتلاميذنا و أطفالنا ولذلك أتعمد أن أطرح أفكار أكون على يقين أنها تخالف توجهات تلاميذي و أحيانا كثيرة تخالف توجهاتي أنا أيضا ولكني أطرحها لأستنطق حوارهم و لأحثهم على الاختلاف معي و لأستحضر ذواتهم ولنتعلم معا كيف نستمع لبعض و إن اختلفنا في الرأي.

0----------

السبت، 24 ديسمبر 2011

عفوا يوما ما سنوجد خيارا أخر...





عفوا يوما ما سنوجد خيار أخر...

يؤسفني حقا أنه إلى الآن الساسة لدينا لم يدركوا أن الشركات الحكومية إنما أسست من أموال الشعب لتخفف الخناق عنهم فهي في الأساس يفترض أن تكون مشاريع وطنية تهدف لخدمة المواطن لأنها استقطعت من أمواله وخيرات بلاده لتساهم في رفاهيته وتطوره وتذلل الصعاب التي تعترضه و لذلك فلدينا نحن في عمان دون غيرنا شكوى المواطن وأنينه من الشركات الحكومية (طيران- كهرباء- مياه- صرف صحي) ولك الله يا مواطن ولك الله يا وطن.
ويؤسفني حقا أن مسلسل الاحتكار والغلاء لازال مستمرا ليكرس سياسة ترفضها الفطرة البشرية وهذا الاحتكار والغلاء قد تجسد في الطيران العماني وسيبقى مستمرا طالما بقي الطيران العماني هوالناقل الوحيد للرحلات الداخلية في السلطنة وطالما بقيت أسعاره بهذا الغلاء ـ الغيرمبررـ فمليارات الريالات تقتطع من أفواه الشعب للمطارات التي يراد لها أن تنتشرفي ربوع عديدة من هذا الوطن الغالي و طيران واحد فقط يراد له أن يبقى جاثما على صدورالعمانيين وقد اعتقدنا للأسف أن تلك السياسات الخانقة التي تخنق أنفاسنا كعمانيين من قبل الطيران العماني سببها كون رجال الأعمال –رؤساء مجالس الإدارات- هم ذاتهم وزراء التجارة و الاقتصاد ومنظرو وراسمو السياسات الاقتصادية والإنمائية و لذلك استبشرنا ـ بسذاجة وبراءة ـ بكسر تلك المنظومة واعتقدنا أن حكومتنا تخلصت من نفوذ رجال الأعمال و باتت أقرب لهموم المواطن البسيط و لكن على أرض الواقع ومع الطيران العماني بالذات لا زلنا نعاني كثيرا مع تلك الشركة و سياساتها فأسعار تذاكرها المرتفعة جدا بالمقارنة مع متوسط دخل الفرد وخدماتها التي هي أقرب للنوادر أحيانا و للقهر أحيانا أخرى أنهكت المواطن وضاق بها ذرعا ،فمثلا و على سبيل الذكر لا الحصر في إحدى الرحلات المتأخرة من صلاله لمسقط و عند الوصول لمطار مسقط انتظر الركاب لوقت طويل حقائبهم دون فائدة ثم أتى أحد موظفي الشركة ليقول بأن الحقائب أساسا لم توضع في الطائرة وهناك من قال السبب يعود لكون الطائرة صغيرة ولا تتحمل ثقل الأمتعة ولذلك أخفي عن الركاب عدم وجود حقائبهم فيها وهناك من قال غير ذلك و لكن الحقيقية كما يؤكد البعض هي أن الحقائب شحنت في طائرة متجه للهند و لكنها أعيدت في اليوم التالي لمسقط و الغريب عندما تقول لأحدهم لماذا لا تشتكي؟
يجيبك مستغربا أشتكي؟! لقد كنت أشعر بالخوف من أن يحملني الطيران العماني للهند دون علمي!! ومن النوادر أيضا تلك السياسة التقشفية التي تمارس على الركاب فطيرة وعصير وماء فقط هي الوجبة الممنوحة لك أيها المسافر داخليا رغم أن الإدارة العليا في الطيران العماني كانت سابقا تتحجج بأن ارتفاع سعرالتذكرة يعود لارتفاع تكلفة الوجبة وكان المواطن يقول لماذا لا تلغى الوجبة نهائيا و تخفض التذكرة للنصف مثلا أو أقل من ذلك؟! ناهيك عن دفع عشرة ريالات لمجرد أنك غيرت الحجز، أما أطرف وأقدم نوادرهم فهي - رغم أنه لا توجد خيارات أخرى - قولهم شكرا لاختياركم الطيران العماني!! و إذا كنت سابقا في مقال أخر قد قلت عفوا لا نملك خيارا أخر فإني اليوم أقول بأمل عفوا قد نوجد يوما ما خيار
ا أخر يخرجنا من غلائكم واحتكاركم و ينقذنا من سياسات القهر والتذلل التي يشعر بها المواطن و هو يحاول أن يجد لنفسه أولمريض من أهله، مقعدا على متن الطيران العماني في رحلاته الداخلية فالناقل الوحيد جميع رحلاته تمتلئ وأنت أيها المواطن يجب أن ترضخ للإملاءات فسياسات بلادك رضت لك ذلك ولا خيار أمامك.ولكن عفوا يوما ما سنوجد خيارا أخر.

الخميس، 15 ديسمبر 2011

من مؤتمر القاهرة



التغيرات في العالم العربي[1]

إن التغيّرات الكبرى و المتسارعة التي يشهدها عالمنا العربي والتي بلغت ذروتها من حيث التحولات الراديكالية في بعض من الدول العربية خلال هذه العام لاتزال أحداثا معاصرة يصعب على العقل إعطاء تقيما نهائيا لها حيث أن " الأحداث المعاصرة ليست من التاريخ. ولا نعرف الآثار التي تنتجها. وفي عودة للوراء، يمكننا تقدير معنى الأحداث الماضية و إعادة رسم النتائج التي أنتجتها. لكن التاريخ، في اللحظة التي يحدث فيها. لا يكون تاريخا، بعد، بالنسبة إلينا. إنه يقودنا إلى أرض مجهولة، ولا نستطيع إلا نادرا الحصول على مهرب مما ينتظرنا... وفي الوقت عينه،... لسنا في حاجة إلى أن نكون أنبياء لملاحظة الأخطار التي تهددنا" [2]

ومن المؤكد أن الهدف ..... ليس الدخول في قضايا فلسفية حول ما هيه التاريخ و الأحداث ولكننا في الأساس نسعى لتحليل ما يحدث من تغييرات جسام في أوطننا العربية في ظل ما يشعر به كل عربي من المحيط للخليج من تفاؤل إزاء هذه التعييرات الجمة والروح المتوقدة الشابة التي تسكننا جميعا بفضل تلك الصحوة الشبابية الجماعية التي قامت في تونس ومصر فأخرجت هذا الوطن العربي من ثلاجة الجمود التي أودع فيها لعقود من عمر الزمن ودفعتنا لاستّشراف المستقبل بتفاؤل ونشوة عارمة بانتصار طروحات التغيير السلمي في كل من تونس ومصر تلك الطروحات التي ينتظر منها أن تنتج تغييرًا لا يفخر به شعبا البلدين فقط بل كل الشعوب العربية مجتمعه بيد أن في ظل هذه النشوة وذاك التفاؤل من المؤكد أيضا أننا مسكونين بالتوجس و القلق و الخوف أحيانا كثيرة مما سوف تؤول إليه الأمور فإلى الآن لم تضع الثورات العربية في الجمهوريات العربية أوزارها بعد على قاعدة صلبة من الديمقراطية الحقيقة التي ترسخ لنهضة عربية جديدة و لكن أيضا ذلك لا يمنعنا من أن نطلق على ما يحدث -رغم ما سال من دماء في تونس و مصر و يسيل من دماء في ليبيا و اليمن و سوريا- بالربيع العربي فهل نحن محقون في التسمية؟ ليس هذا هو صلب القضية و لكني شخصيا أشعر بارتياح لهذا الاسم فكم نحن بحاجة لربيع عربي بعد عقود من خريف أسقط كل أوراقنا الخضراء و أذبل فروعنا و سيقاننا و أصبغنا بلون الشحوب.

...... إن التغيرات والتحولات التي يشهدها عالمنا العربي على الخصوص تحولات لاريب قد تغير خارطة العالم بأسرة و نحن في كل قُطر من الوطن العربي نسير في ركبها شئنا أم أبينا فنحن كلٌ يبدو كأجزاء متناثرة لذلك فإنا ويسفني ذلك في وسط النشوى العارمة محاصرين بإطروحات الشرق الأوسط الجديد و الفوضى الخلاقة،ورغم أن لا شك بأن كل الاحتجاجات و الثورات العربية الشبابية صادقة و ذات أهداف نبيلة تحمل في طياتها لنا مستقبلا واعد بغد أكثر إشراقا إلا أن الواقع بمعتركه يضعنا أمام حقيقية جليه و هي أنّا أمام صراع للإرادات بيننا و بين ذواتنا وبيننا و بين الأخر الذي تقتضي مصلحته ضعف مشروعاتنا الوطنية و تفكيك وحدتنا وزعزعة ثوابتنا القومية ورغم أني لست من المؤمنين أبدا بنظرية المؤامرة ولكني أيضا أدركت من حقائق الحياة أن القوي دائما يسعى لأن يحافظ على قوته بأن يعمل على أن يبقى الضعيف ضعيفا و تابعا له كما أدركت مبكرا بأن العالم حلبة صراع واسعة و أن صدق النوايا وحدها لا تكفي لإحقاق حق أو إبطال باطل بل لا بد من العمل الجاد و الفطنة و الكياسة و التنظيم و انتصار ارادة التغيير حتى لا تسرق الثورات العربية و يتحول الربيع العربي لخريف دمار لا يبقى و لا يذر علينا كأمة موجودة في هذا الكون.

.... ودعوني أعود لحيث بدأت ماذا كانت الجماهيريات العربية قبل أن تصبح جماهيريات تدعي الديمقراطية ألم تكون ممالك أو مستعمرات؟نعم لقد كانت ثم انتقلت لجماهيريات مزيفة رغم النوايا النبيلة التي صاحبة تكونها هل تعرفون لماذا؟ لأن المجتمع لم يكون مهيئا بعد لقيام ديمقراطية حقيقية الديمقراطية لا تعني فردا مصلحا و لا جموع متحمسة الديمقراطية تتأتى بدولة مؤسسات و قوانين لا يشكل فيها غياب الفرد فراغا وفوضى و كما لا تكون الوطنية فيها كسيرة مهزومة أمام حب الرئاسة والزعامة فنحن للأسف لازال بنا شيء من صفات أجدادنا رغم أن كثير منا لبس قشور الحضارة لازلنا كما قال ابن خلدون " العرب متنافسون في الرئاسة، وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته، إلا في الأقل وعلى كره من أجل الحياء؛ فيتعدد الحكام منهم والأمراء"، ولذلك فإن من أكبر الأخطاء التي قد نرتكبها في الدول الملكية حسب رأي أن نطالب بديمقراطية واسقاط أنظمة حاكمة قبل أن نتدرج و نبني مؤسسات المجتمع المدني فإحراق المراحل يعني إحراق الأوطان و التغيير سنه ربانية و علينا أن نحتاط له حتى لا نقع في وقعت فيها شعوب عربية غيرنا من شعارات زائف وجمهوريات مزيفة سرق من عمر الأمة عقود و لازالت تسرق و تزهق الدماء و تقود لغد مجهول بل يجب أن يضغط المجتمع و يطالب ويسير بخطى و اثقة لبناء المؤسسات الفعالة أولا وأن تكون الرؤية لدينا واضحة لا تشوبها شائبة و أن لا تقودنا العواطف الجياشة لارتكاب الأخطاء التاريخية التي تقسم ظهر و وجودنا.




[1] مختصر من ورقة عمل قدمتها –منى سالم جعبوب- في القاهرة في مؤتمر نظمه معهد الدراسات و البحوث العربية التابع لجامعة الدول العربية عن المستجدات السياسية في الوطن العربي (الربيع العربي)، 26-27/فبراير/2011م
[2] فريدريش هايك، ترجمة أدور وهبة: الطريق إلى العبودية،مؤسسة رينه معوض،بيروت،2001،ص11

الاثنين، 12 ديسمبر 2011
























من ميدان التحرير

"من موقعي أود أن أوجه كلمة لسيادة المشير طنطاوي وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة نيابة عن ما اسميه المجلس الأعلى للثورة المنعقدة بميادين التحرير المصرية،بقيادة كل فرد منا وردا على طرح الاستفتاء الذي طرحه سيادتكم في خطابه، نصها: " إحنا بتوع 25 يناير،مما يعني بتوع 19 نوفمبر وهم يتمثـلون في بتوع التحرير من المصريين المجتمعيين في هذا الزمان و الأماكن،نود أن نحيط سيادتكم علما بأننا كما قررنا أن يكون مبارك أخر فرعون في تاريخ مصر يوم 25 يناير،فقد قررنا أيضا في 19 نوفمبر2011 أن تكون سيادتكم آخر مشير مصري في هذا الموقع السياسي،وبناء عليه نطالب سيادتكم بتسليم السُلطة للشعب في أقرب وقت،منعا للاحراج وحقنا لدماء المصريين،التي لا تساوي قطرة منها عروش الدنيا كما ذكر الملك فارق الأول-رحمه الله- في خطاب تنازله عن عرش مصر. والله ولي الذين أمنوا والله و لي التوفيق.الله الوطن العدالة. يا ترى فهمتوا و لا نقول كمان و كمان"

كان الحديث السابق لأحد شباب الميدان و يدعى لؤي عمران، فالحقيقية أني يوم الاثنين 28/نوفمبر/2011م وهو اليوم الأول للانتخابات المصرية كنت في المتحف المصري أشاهد جثث الفراعنه و هي محنطه و ألتقط في حديقة المتحف بعض الصور التذكارية وعند الخروج من متحف الجثث المحنطة قابلنا مباشرة دوار ميدان التحرير حيث الأحياء المصريين فودعت الأموات و قررت بفضول الباحث أن أدخل الميدان وكان علي أن أتخطى حاجز من حبال و بعضا من حديد هو بمثابة نقطة تفتيش فكان السؤال الموجه لي الأخت مصرية؟ فأجبت:لا سائحة عربية طيب الباسبور(جواز السفر) فأبرزت جوازي، ثم سألت الشاب هل تنصحني بعدم الدخول أي هل يمكن أن أتعرض لأذى فأجاب لا تقلقي لا شيء يدعوا لذلك و لكن إذا كنت تشعرين بالخوف فيمكن أن يرافقك أحد شباب حماية الميدان،فأجبت لا شكرا أردت فقط الاطمئنان.

ثم تجولت لساعات بداخل ميدان التحرير واستمعت لكثير من الهتافات و الشعارات وبدا لي منذ البداية أن الميدان منقسم حول أمرين:
- الجنزوري.
- الانتخابات
فقد كان من شعارات الميدان " بعد ما سرقوا المليارات ضحكوا عليكوا بالانتخابات" كما شاهدت رجلا ذو لحية موشحة بالشيب يقيد يداه بسلاسل من حديد ويصرخ بصوت عالي : " يا شباب لازم ندي الجنزوري فرصة الجنزوري راجل كويس" و يجوب الميدان و حوله يجتمع الناس في نقاش عميق و اختلاف بديع حول طبيعة الفرصة و موانع منحها و على بعد ثلاث خطوات أخرى كان هناك شاب يحمل شابا أخر يهتف " يال للعار يال للعار أخ بيضرب أخوه بالنار" ثم يرد عليه أخر " يا شهيد نم و رتاح و حنا حنواصل الكفاح" و من ثم فتاة أخرى تدعى صابرين تصرخ " يا بلادي يا تكيه يا وصيه سرقوكي شويت حرمية، يا مصر يا مصر ولادك أهم بناتك أهم عنك شالوا الهم يفدوكي بالروح و الدم،اعتتقلوني اعتقلوني مش حتشوفوا الخوف في عيوني" وخلفها يردد الجموع تلك العبارات، و قنوات تلفزيونية كثيرة أجنبية وعربية و مصرية و الشباب كل يدلوا بدلوه في مقابلات و يطرح رأيه على العلن.
وعندما كنت أصور قال لي أحد الشباب:رجاء لا تصوريني صوري هذا وكان فتى ما بين 15و 18 من العمر به أثار إصابات في رأسه، وعندما سألته ما به و هو متلحف ببطانية قال " ضربت برصاص مطاطي في الأحداث الأخيرة و هو يرفض الخروج من الميدان" و عندما سألت و ماذا تريدون من البقاء في الميدان أجابوا معا " حرية و عدالة" ثم علا صوت هتاف من خلفنا " يا حرية إنتي فينك المشير بينا و بينك، المشير بهيص عاوز يبقى ريس" فقلت لأحد الشباب و هو يدعى محمود: أليس المشير هو الذي أنقذ الثورة وأنقذ شباب الميدان من حرب أهلية و بطش وزارة الداخلية بكم، فأجاب:لا طبعا الذي حمانا هو الجيش و ليس الطنطاوي. و هنا يجب أن نقف عند نقطة غاية في الأهمية لمستها بين جميع الشباب و الشابات ممن التقيت بهم في الميدان فلا شخصنه للأمورعندهم ولديهم فصل واضح بين الأفراد و المؤسسة فلا ينسبون فضل العمل الناتج عن المؤسسة للفرد وهذه يحمل لذهني حقيقة أن الانسان المصري رغم بساطته حضاري ومدني و يعي حقيقية أن يقام المجتمع على المؤسسات لا الأفراد.
ثم إنتقلت لمجموعة أخرى تتزعم الهتافات من الشباب فسألتهم من أنتم ؟ الى أي حزب تنتمون حيث بدأ لي من حديثهم أنهم على قدر عالي من الثقافه فاجابني أحدهم نحن شباب مصر لا طوائف ولا أحزاب فقلت لهم مستفزة إياهم يعني أنتم بلطجية كما يقال ؟فأستشاظ غيضا وأراني آثار طلق مطاطي في ساعده وقال من أطلق علي هذا الرصاص هوالبلطجي -يقصد وزارة الداخلية- أما انا فطالب بكلية الطب بجامعة الأزهروأراني بغضب بطاقته الجامعية ثم أشار لزميلته وتدعى صابرين وقال هذه معلمة وهي صوتت وأنا لم أصوت نختلف حول التصويت لكننا نتفق على ضرورة حماية الثورة وعدم هدر دماء الشهداء فإن كنتِ تبحثين عن البلطجية فبإمكانك البحث عنهم في مكان آخر.

عموما فبالاضافة لنقاط الاختلاف في الميدان فهناك نقاط تبدوا نقاط اتفاق وهي:
- ضرورة تسليم السلطة للمدنين حيث تصرخ اللافتات في الميدان بذلك كما تصرخ الحناجر أيضا " عسكر يحكم مدني ليه إحنا صهينه و لا إيه"
- ضرورة وجود محاكمات صارمة لمن شارك في قتل المتظاهرين.
- لا بد من محاكمة و استعادة الأموال من رموز النظام السابق.
ويبدوا أن بدون تنفيذ النقاط الثلاث السابقة ستظل الساحة المصرية وميدان التحرير على وجه الخصوص ساحة ساخنة بالأحداث.