من الضروري جدا أن يكون الإنسان مستمعا جيدا فجُل الناجحين مستمعين جيدين. وكل من يمارسون مهنة التدريس يمكن أن نقول عنهم مدرسين و لا ضير في أن نقول عنهم أساتذة و لكن قله هم المعلمون، والمعلم الحقيقي يستمع لتلاميذه أكثر مما يتحدث معهم. الاستماع شرط أساسي لنيل مرتبة معلم.
وهذا لا يعني أني أحب الصمت فهناك فارق لدرجة التضاد أحيانا بين الاستماع و الصمت: الاستماع يصاحبه صمت و يعقبه صوت فإذا أعقب الاستماع بصمت قاتل فهو استماع الخانعين وليس استماع الناجحين و ليس هو مطلبنا ومقصدنا.
للاستماع شروط يجب أن يسبق بتأمل ويصحب بصمت و يعقب بصوت. صوت يمثل رأيا إذا أخللتُ بإحدى تلك الشروط فلن أقول لك أني مستمعة بل أنا متابعة أو أي شيء آخر. الاستماع شيء آخر و مرتبة عليا لا يستطيع الوصول له إلا كل ذي بصيرة وشجاعة.
لقد استمعت لكثير من البشر بمختلف المستويات الثقافية و الفكرية و الاجتماعية و السياسية، ومع ذلك لم يصل بي الاستماع لدرجة الاستمتاع إلا مع تلاميذي الأطفال. الاستماع للأطفال ممتع وجميل و يفتح الآفاق. الاستماع للكبار ليس بالضرورة أن يصل بك لذلك.
هناك من الكبار أيضا من يصغون ببِنهم للوشاة فهل هذا هو الاستماع الذي أقصده؟! بالطبع لا، مرضى النفوس يدسون الجواسيس حتى في بيوتهم يزرعون تلك الثقافة في أجيال و أجيال يجعل أحد الأبناء مثلا يتجسس على أخاه أو بقية أخوته وذلك الأخ وبقية الأخوة يتجسسون عليه جميعهم، يستمعون ويراقبون، فهل هذا هو الاستماع الذي أقصده؟ بالطبع لا. أذكر كيف أبرحت أمي أختي لوما وتوبيخا وعاقبتها بعد الحديث معها لأنها نقلت لأم صديقتها أن ابنتها تلعب بالتراب فعاقبت جارتنا ابنتها وضربتها وعوقبت أختي كذلك لأنها أتت صفة شنيعة لا تطيقها أمي هي نقل الوشاية. هي كما أخبرتنا أمي صفة ضعاف القدرة و ضعاف النفوس هي صفة لا تليق بكل من يريد أن يحترم نفسه ويُحترم. أختي قالت أنها قامت بنصيحة ولكن أمي قالت هي صفه ذميمة ولو أردتِ النصيحة لنصحتِ صديقتك، و ما راقبتها دون أن تنطقي بكلمة أو تنصحيها أن لا تلعب بالتراب و تتسخ ثم ذهبتِ دون علمها لتنقلي تلك الوشاية لوالدتها (فهنا الاستماع والمراقبة صفة ذميمة).
حسنا الذين يستمعون للوشاة مثل الذين ينقلونها بل هم أشد بشاعة و أشد عجزا وضعفا و أشمئز منهم كثيرا. أرى هؤلاء المستمعين أحقر المستمعين على وجه الأرض. هم يتجسسون على أقرب الناس لهم. يقال أن الدول العربية تجند أجهزة استخباراتها للاستماع للشعب بهدف التجسس عليهم وانظروا هنا الفرق بين استماع واستماع!!
دعوني أقول شيئا يجب أن نجتث ثقافة الاستماع الممقوت لنزرع ثقافة الاستماع المحمود في تلاميذنا و أفضل طريقة لتعليم الخصال الحسنة أن نكون نحن قدوه لها. نحن نستمع لنناقش و لنحاور ولنزيح الفهم الخاطئ لا لنتربص ببعض. هل وضح المقصود؟
أي أنّا نستمع حتى للذي نختلف معه في الرأي. نستمع لنحاور و لنناقش و لنطرح رأينا نحن، وأؤكد على "نحن" هنا. إنها نحن محمودة جدا، حتى لا نردد كالببغاوات يجب أن تكون نحن حاضرة عند الاستماع. فليس بالضرورة أن يكون الاستماع بتمعن تعبيرا عن الموافقة بل قد يكون دليل اختلافٍ بائنِ في الرأي. فالاختلاف له آدابه و فنياته لدى كل من يدرك الفرق بين الخلاف و الاختلاف، وهو ثقافة يجب أن يُعمل على ترسيخها. الاستماع دون انصياع هي تلك الثقافة التي يجب أن نعلمها لتلاميذنا و أطفالنا ولذلك أتعمد أن أطرح أفكار أكون على يقين أنها تخالف توجهات تلاميذي و أحيانا كثيرة تخالف توجهاتي أنا أيضا ولكني أطرحها لأستنطق حوارهم و لأحثهم على الاختلاف معي و لأستحضر ذواتهم ولنتعلم معا كيف نستمع لبعض و إن اختلفنا في الرأي.
0----------
وهذا لا يعني أني أحب الصمت فهناك فارق لدرجة التضاد أحيانا بين الاستماع و الصمت: الاستماع يصاحبه صمت و يعقبه صوت فإذا أعقب الاستماع بصمت قاتل فهو استماع الخانعين وليس استماع الناجحين و ليس هو مطلبنا ومقصدنا.
للاستماع شروط يجب أن يسبق بتأمل ويصحب بصمت و يعقب بصوت. صوت يمثل رأيا إذا أخللتُ بإحدى تلك الشروط فلن أقول لك أني مستمعة بل أنا متابعة أو أي شيء آخر. الاستماع شيء آخر و مرتبة عليا لا يستطيع الوصول له إلا كل ذي بصيرة وشجاعة.
لقد استمعت لكثير من البشر بمختلف المستويات الثقافية و الفكرية و الاجتماعية و السياسية، ومع ذلك لم يصل بي الاستماع لدرجة الاستمتاع إلا مع تلاميذي الأطفال. الاستماع للأطفال ممتع وجميل و يفتح الآفاق. الاستماع للكبار ليس بالضرورة أن يصل بك لذلك.
هناك من الكبار أيضا من يصغون ببِنهم للوشاة فهل هذا هو الاستماع الذي أقصده؟! بالطبع لا، مرضى النفوس يدسون الجواسيس حتى في بيوتهم يزرعون تلك الثقافة في أجيال و أجيال يجعل أحد الأبناء مثلا يتجسس على أخاه أو بقية أخوته وذلك الأخ وبقية الأخوة يتجسسون عليه جميعهم، يستمعون ويراقبون، فهل هذا هو الاستماع الذي أقصده؟ بالطبع لا. أذكر كيف أبرحت أمي أختي لوما وتوبيخا وعاقبتها بعد الحديث معها لأنها نقلت لأم صديقتها أن ابنتها تلعب بالتراب فعاقبت جارتنا ابنتها وضربتها وعوقبت أختي كذلك لأنها أتت صفة شنيعة لا تطيقها أمي هي نقل الوشاية. هي كما أخبرتنا أمي صفة ضعاف القدرة و ضعاف النفوس هي صفة لا تليق بكل من يريد أن يحترم نفسه ويُحترم. أختي قالت أنها قامت بنصيحة ولكن أمي قالت هي صفه ذميمة ولو أردتِ النصيحة لنصحتِ صديقتك، و ما راقبتها دون أن تنطقي بكلمة أو تنصحيها أن لا تلعب بالتراب و تتسخ ثم ذهبتِ دون علمها لتنقلي تلك الوشاية لوالدتها (فهنا الاستماع والمراقبة صفة ذميمة).
حسنا الذين يستمعون للوشاة مثل الذين ينقلونها بل هم أشد بشاعة و أشد عجزا وضعفا و أشمئز منهم كثيرا. أرى هؤلاء المستمعين أحقر المستمعين على وجه الأرض. هم يتجسسون على أقرب الناس لهم. يقال أن الدول العربية تجند أجهزة استخباراتها للاستماع للشعب بهدف التجسس عليهم وانظروا هنا الفرق بين استماع واستماع!!
دعوني أقول شيئا يجب أن نجتث ثقافة الاستماع الممقوت لنزرع ثقافة الاستماع المحمود في تلاميذنا و أفضل طريقة لتعليم الخصال الحسنة أن نكون نحن قدوه لها. نحن نستمع لنناقش و لنحاور ولنزيح الفهم الخاطئ لا لنتربص ببعض. هل وضح المقصود؟
أي أنّا نستمع حتى للذي نختلف معه في الرأي. نستمع لنحاور و لنناقش و لنطرح رأينا نحن، وأؤكد على "نحن" هنا. إنها نحن محمودة جدا، حتى لا نردد كالببغاوات يجب أن تكون نحن حاضرة عند الاستماع. فليس بالضرورة أن يكون الاستماع بتمعن تعبيرا عن الموافقة بل قد يكون دليل اختلافٍ بائنِ في الرأي. فالاختلاف له آدابه و فنياته لدى كل من يدرك الفرق بين الخلاف و الاختلاف، وهو ثقافة يجب أن يُعمل على ترسيخها. الاستماع دون انصياع هي تلك الثقافة التي يجب أن نعلمها لتلاميذنا و أطفالنا ولذلك أتعمد أن أطرح أفكار أكون على يقين أنها تخالف توجهات تلاميذي و أحيانا كثيرة تخالف توجهاتي أنا أيضا ولكني أطرحها لأستنطق حوارهم و لأحثهم على الاختلاف معي و لأستحضر ذواتهم ولنتعلم معا كيف نستمع لبعض و إن اختلفنا في الرأي.
0----------