الأحد، 27 فبراير 2011

حين بلغت القلوب الحناجر..



عندما أعلن الشباب المعتصمون أمام مكتب وزير الدولة و محافظة ظفار عن صلاة الغائب على أرواح الشهداء المقتولين -كما وصفوهم- في صحار وبدأت تتوافد الألاف بلغت القلوب الحناجر و إنتاب الجميع شعور بالخوف من غد الوطن والحزن والغضب اللذان كانا في عيونهم حملا على الإعتقاد بأن الوطن للضياع وسالت الدموع خوفا على الوطن قبل الخوف على المصلين من نياران الغضب التي تضيء في أعينهم،ولكن هبه عاليه الهمة و القدر جاءت من لدن الأب الحنون على شعبه أعادت الأمور إلى مسارها الصحيح و حقنت الدماء و حفظت الوطن من الفتن دمت يا سيدي لنا ذخرا وفخرا।


لا


لا

لإزهاق الأرواح

الدم غالي لطفا

التراب يلعن القتله

اللهم أحفظ أوطاننا

أخاف على غصن الزيتون....











مررت حيث يوجد الشباب المعتصمين منظر حضاري يثلج الصدر الشرطة تحميهم و يتبادلون الأحاديث الودية معهم।حاجز إسمنتي أقامته الأجهزة الأمنية لحماية أرواح الشباب من السيارات المتهورة،كبار السن من البسطاء يأتون لتقديم الدعم المعنوي।
شباب روح الوطن مختزله فيهم يتحدثون عن جميع ولايات السلطنه ويقدمون مطالبات وحلول و حب القائد و الولاء لجلالته محفور في القلوب صورة جلالته المرفوعة و روح الأمل التي تنطلق من عيون الشباب بعد النظر إليها.لأمل سيد الموقف ولكن الخوف على غصن الزيتون إذا فقد الأمل.

الأربعاء، 23 فبراير 2011

هذه ليبيا قد أحترقت...

هذه ليبيا قد أحرقت...

ليبيا الآن أرض محروقة و نيرون سيحرق قريبا نفسه ليكتمل المشهد الدموي، الخوف كل الخوف مما تكيد الأحلاف خلف المحيط لليبيا أي تدخل لجيوش غير عريبة يعني احتلال لليبيا مهما تذرعت بحجج إنقاذ الشعب وإسقاط الطاغية،ومن ثم ستفتعل حركات أخرى وسيتدخلون و سنعود لزمن الاحتلال وسيقتل الحُكام الحاليين في الوطن العربي شر قتل و سينكل بهم حتى تعتقد تلك الشعوب أن هذه جيوش محررين،وستتكرر العديد من المحاكمات على غرار محاكمة صدام حسين و سيتكرر المشهد العراقي و سنصبح كلنا في الهم عراق.

لأجل أمن مصر القومي و لأجل أمن تونس القومي و لأجل أمن كل الحاكم و الزعماء العرب الشخصي ولأجل هذه الوطن العربي يجب أن تتدخل جامعة الدول العربية عسكريا لحل الوضع في ليبيا. هناك حديث عن شرق أوسط جديد سبق الحديث عنه وهناك خارطة و أجندة مخفية و مخيفة يترسب منها ما يعني تغيير الخارطة العربية،أتمنى أن نكون كعرب أكثر يقضه. اعتقد أن القيادة اليبيه تعلم بذلك فقد بشروا بأن بسقوطهم سيعود الوطن للقرون الوسطى و لزمن الاحتلال، عندما يقال بأن هناك تواطؤ غربي و أن هناك طائرات تطير من أوروبا و البعض يقول من تل أبيب لا استبعد ذلك. فقد أدركوا خطورة ما يحدث في العالم العربي أدركوا أن حالة الإذعان التي اعتادوا عليها في طريقها للانتهاء.و أولائك الناس لا يقفون موقف المتفرج وليسوا سلبيين مثلما كنا نحن لعقود و لربما لقرون لذلك سيعملون على إجهاض ما لم يستطيعوا منع وقوعه،هم لا يتفرجون و عندما يتعلق الأمر باحتمالية ظهور قوة جديدة بروح شابه تمثل خطر فالغرب رغم إعلان التعاطف على المستوى السياسي يشعر بالخطر لأن الصراع صراع إرادات وسيعملون على تنفيذ إرادتهم تحت غطاء.
تدخل أي قوة خارجية في ليبيا يعني بدأ تنفيذ خطة تقطيع الوطن العربي لأوصال و هو كما قال أحد القذافيين العودة لزمن الاحتلال و القرون الوسطى.كنت أتمنى لو أن هذه القيادة التي بالغت في تأكيد عروبتها تتعامل بحس وطني وتعلن أنها نصيرة للجماهير و أن لا تكرر المشهد التونسي و المصري بدموية كنت أتمنى أن تتنحى و تشرف إشراف فخري على التغيير الإصلاحي في ليبيا ولكنها أعلنت أن ليبيا هي الأرض المحروقة و أن زمن الاحتلال سيعود.

يفترض أن يدرك العرب أن الشأن الليبي مختلف لا توجد أي مؤسسات حقيقية ولا حتى جيش حقيقي التنظيم و الرتب ففي هذه الجماهيرية يظهر أبن الرئيس وكأنه ولي للعهد بأسلوب مختلف تماما عن اسلوب ولي عهد البحرين في خطابه للمحتجين في بلاده فقد ظهر ابن الملك ذو الصفة الشريعة في الحكم أكثر تواضعا واحتوى إلى حد كبير الأزمة رغم الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها رجال الأمن.

عموما إما أن نكون كعرب أكثر ذكاء و يقضه و نتدخل نحن لنحمي أنفسنا أولا و من ثم نحمي الشعب الليبي و إما أن نتفرج ونسمح لقوات دوليه بالدخول أو إبادة جماعية للشعب الليبي بالحدوث.
اعتمد أعداؤنا في الماضي على مواقفنا السلبية و روحنا الانهزامية أكثر من ذكائهم و قوتهم.الموقف الرسمي العربي سلبي جدا و لكن على الشعوب العربية أن تسعى لأن تنجح أرادتها و أنا لا تقبل تدخل غير عربي.
فمصر على حدودها فلسطين وهناك تغيير حدث في مصر.مصر لا يوجد بها أي قاعدة غربية مصر لديها جيش قوي مصر عدد شعبها يفوق الثمانون مليون مصر أرض زراعة و غاز وبترول و ممر هام –قناة السويس- ماذا لو اضطربت علاقات اسرائيل و مصر،أليست اسرائيل بحاجة إلى جيوش صديقة قريبة من الحدود المصرية ؟! أليست ليبيا قد تكون تلك الدولة؟الأمن القومي المصري و الأمن الشخصي لكل حاكم عربي يستدعى منع أي تتدخل دولي في ليبيا و أن يكون التدخل عربيا فقط ،المطالب من الشعوب إصلاحية و يمكن بقليل من الذكاء و الحوار حلها و تحقيقها و لكن ما يخطط له ليحدث خطير جدا لذلك صمتوا ليستشعروا منسوب السلبية لدى الموقف العربي الرسمي الذي لو استمر سيساق لمسرحيات المحاكمات.و في النهاية التاريخ يقول إرادات الشعوب هي التي تنتصر و لذلك احتوائها و الانضمام إليها هو الحل الصحيح بقليل من العقل من الوطنية و الشجاعة ننقذ الأوطان.

الأحد، 20 فبراير 2011

ذكاء الإعلام الحكومي (१/२)

التعامل مع المسيرة الخضراء التي انطلقت من مسقط العامرة و التي شارك فيها أفراد من جميع مناطق السلطنة من المقيمين في العاصمة مسقط يظهر وجها حضاريا جميلا للوطن كما يظهر أن هناك جيلا جديدا يتوق لأن يوصل صوته و يصر على أن يسمع و يسعى لأن يشارك لا أن يقصى।هناك الكثير من الأشياء الإيجابية من طرف الأجهزة الأمنية فهناك فهم جيد لظروف المرحلة الراهنة –وإن كنت اعتقد أن هذا الفهم جاء بقرار سياسي لا أمني-، المسيرة سارت بسلام فالعماني يحب السلام بفطرته شعبا كان أم حكومة।
ما لفت الانتباه أن كانت هناك تغطية إعلامية لا بأس بها إذا قارنها بأداء الإعلام العماني قبل بضع ساعات من المسيرة ولكنه طبعا بالمقارنة مع العصر الذي يتواجد فيه الإعلاميون من هرم إلى قاعدة كل من له علاقة بالاعلام المكتوب و المرئي و المسموع في بلادنا هو إعلام لا يرقى لأدنى حدود المسؤولية و الشفافية لنقل الخبر بشكله الصحيح للداخل قبل الخارج.
رؤساء العالم المتحضر في جدولهم اليومي أول ما يقوموا به هو تصفح الصحافة اليومية،بل إن كثيرا منهم يقول طالعت في الصحيفة فعرفت أن هناك مشكله في وطني وليس هذا فقط بل إن التحليل الصحفي أو الإعلامي العام قد يقدم له مجموعة الحلول الناجحة لتخطي الأزمة الصعبة।

سوء أداء الإعلام العربي عموما جعل الحكومات تغط في سبات إلى حين وقوع الكارثة، ماذا سيضر لو أن تلفزيون عمان أعطي الميكروفون لأحد المشاركين في المسيرة وجعله يعبر عن رأيه ليقول "نحن نحب جلالة السلطان –حفظه الله- لكننا لنا مطالب و ننادي بمحاربة الفساد وبوجود وزراء شباب و حل مشاكل الباحثين عن عمل و صلاحيات أكثر لمجلس الشورى......" هذا القول يقال في النت و المقاهي و المكاتب و الشوارع و الجامعات و المدارس و عبر الرسائل القصيرة و كل أجهزة التواصل و الاتصال، فمن الذي لا يراد له معرفة ما يقال؟ بالطبع ليس الشعب ببسطائه ومثقفيه فما يقال ليس بجديد عليهم.

حسنا الإعلام الرسمي أخفق في مساعدة الحكومة في حل المشكلة، لكن كيف يفترض أن يفعل لو لم يخفق؟

أولا: المسيرة معلنة قبل بفترة زمنية لا بأس بها يعني كان يملك الوقت الكافي ليقوم بتقديم وجه نظر صادقة و تحليلية للجهات الأمنية في البلاد و التي هو قريب ومقرب جدا منها،يعني مثلا يسأل
- ماذا سيحدث في يوم 18/2/2011؟ مسيرة لمجموعة من الشباب العماني.
- ما هدف هذه المسيرة؟ إعلان الولاء لجلالته و مطالب إصلاحية
- ولماذا يقولون ولاء ثم ينتقدون؟ لأن هناك ظاهرة في الوطن العربي تدعوا لاسقاط الأنظمة الحاكمة و هم يريدون أن يؤكدوا أنهم لم يركبوا هذه الموجه بل هم شباب يرغبون فعلا بالإصلاح وتحت ظل جلالته و يحبون جلالته حفظه الله.
- ولماذا الآن يطالبون بالإصلاح؟ إنهم منذ سنين يطالبون بذلك عبر الانترنت فلا جديد في المطالب فقط اختلفت الوسيلة.
- أوليس اختيار التوقيت تقليد؟ على العكس هو مخالفة للأخر فالأخر فعل مثلما فعلوا خلال سنوات يشتكون يتذمرون في الانترنت و عندما خرجوا خرجوا مطالبين بإسقاط النظام لم يقبلوا الحوار أو التقدم بمطالب رغم أن حكوماتهم أعلنت أن كل مطالبهم مشروعة! فلذلك الشباب لدينا خالفوهم وخرجوا يعلنون الولاء و يطرحون مطالبهم للحكومة في عريضة ليقولوا الحكومة و الشباب يد واحدة وهذه يد الشباب ممدودة للحكومة.
- وهل يجب أن نغطي هذه المسيرة؟ نعم
- لماذا؟ لأسباب أمنية و دولية و وطنية، نحن لا نعيش في جزيرة لوحدنا و تقنية الاتصالات قد وصلت للناس أجمعين ستصور و تتداول و تبث لمدى أبعد و أكثر انتشارا من مدى وسائل إعلامنا لذلك تعتيمنا على الخبر لا يعني عدم انتشاره بل تخلفنا نحن عن ركبه و كذلك يعني إفساحنا المجال لأن يؤوله الغير كما يشاء و يستخدمه كما يشاء.
- وما الضرورات الأمنية و الدولية و الوطنية هنا؟
الضرورة الأمنية هو أني بتغطية الخبر و الحوار مع أولائك الشبان يعرف ماذا يريدون كما يشعرهم بالرضاء و الطمأنينة بأن صوتهم وصل عاليا و مطالبهم تم التعامل معها بشفافية إعلامية و أن الحكومة صادقة في الإصغاء إليهم، ثم يجب أن لا ننسى أن لربما هناك شريحة من المتعاطفين و شريحة من المترددين، بالطبع عند اجراء الحوارات و اللقاءات أول ما سيتلفظ به أولائك الشباب أنهم يدنون بالولاء لجلالة السلطان-أيده الله وحفظه- ولكنهم فقط يرغبون بوصول صوتهم لجلالته فلا يعقل أن يقابل السلطان جميع أفراد الشعب ولكن عندما يظهر في الاعلام الحكومي هذا لشعب ليعبر عن رأيه بصدق سيكون على ثقة بأن صوته قد وصل. وأيضا لو حاول غيرهم الدعوة لمسيرة أخرى في منطقة أخرى سيكون السؤال وبماذا ستطالبون؟ لن تخرج المطالب عن تلك المطالب المرفوعه مسبقا،وسيزيد الإعلام الحكومة ثقه بنفسها وبشعبها و سيصنع جدل في أوساط الشباب ينتهي إلى أن هناك مساحة كبيرة من الديمقراطية مطالبكم سمعت على الملا فلا حاجه لأن تجرجرون في الشوارع، اللعب على العامل النفسي ضروري جدا يجب عدم كبت الشباب لأن الكبت يولد الانفجار و الاعلام يجب أن يحول دون ذلك،فليقولوا وليطالبوا فالحكومة تستمع،بل تلك المطالب وتلك التصورات تساعد الحكومة على فهم الجيل الجديد من شعبها وصدقون هو جيل يتوق للديمقراطية أكثر من فرصة العمل و للتعبير عن رأيه أكثر من لقمة العيش و لأن يحس أنه فعال في صنع القرار أكثر من القرار نفسه،على الأمن أن يعي أنه يتعامل مع جيل مختلف.
ودوليا نظهر للعالم وجه ديمقراطيا رائعا و وطنينا تلك المطالب تساعد في فهم متطلبات المرحلة المقبلة.
وثانيا:..........................
للحديث بقية

الخميس، 17 فبراير 2011

ثورة بلا قائد

هؤلاء ليس لهم قائد"!! جملة سمعناها كثيرا عبر شاشات التلفاز أو قرأناها في مكان ما في وصف لحال الثوار في تونس و مصر. وقد راهن الكثيرون على فشلها مدللين على ذلك أنها بدون قيادة، و الذي لم يعيه البعض هو أنهم لأول مرة في التاريخ العربي يتعاملون مع ثورة شعبية حقيقية بدون أيديولوجيا منحازة لعقيدة فكرية. دعوني أقول لكم شيئا أنا مهتمة جدا من الناحية البحثية و العلمية بحركة تغيير الشعوب و المجتمعات خاصة العربية، ولذلك ففي بداية أول ثلاثة أيام من الثورة المصرية كان معدل نومي في اليوم ساعتين فقط حتى لا يفوتني حدث أو خبر، وقد كنت أمضي يومي متنقلة بين التلفزيون و الإذاعة و الشبكة العنكبوتية وكلما استمرت الثورة كنت أدعو ربي أن تظل دون قائد، لأسباب عديدة أبسطها أنها ستوفر مادة خصبة جديدة لنظريات سياسية و اجتماعية خاصة بالعالم العربي. فهل بإمكاننا هنا أن نعمم و نقول أن الحركات الثورية الشعبية غير المؤدلجة تنجح في الوطن العربي فقط عندما تكون بدون قائد، أي عندما تقود الجماعات الملايين!!! إلى الآن التعميم لا يصح.
نحن قوم غارقين في فلسفات عديدة تدور حول تقديس الفرد عن طريق جماعة دينية كإمام أو مهدي منتظر أو خليفة مرتقب أو ولي ذو كرامات، أو حتى قائد أفرزه انقلاب العسكر أو قائد أوجدته المنظومة القبلية، في كل الأحوال العرب يقدسون قادتهم ويجلونهم أيما إجلال، و قد شخص أحد الشعراء الظاهرة بأنها تعود لثقافة العرب الوثنية فقال:
والناس يخشون بطش المليك بهم وما له من دونهم بأس و لا جاه
كــــصانع صـــنم يوم على يــده وبعـــد ذاك يرجوه و يـخــشاه

الحادث في الحالتين أن التقديس سقط بل حتى الاحترام سقط و البعض تجاوز حتى حدود اللباقة و استخدم ألفاظ بذيئة في مخاطبة الرئيس غير مكترث بالعواقب في حالة فشل الثورة!! هناك كراهية دفينة في نفوس جيل الشباب لمفهوم القائد، لذلك كان من الطبيعي أن لا تفرز تلك الثورات قائدا، هم يريدون التخلص من الصنم و ليس صناعة صنم جديد أكثر أناقة.
الثورات الحالية في الوطن العربي -و أنا على يقين أنها ستجتاح كل قطر عربي و المسألة مسألة وقت فقط فهذا قد يتقدم و ذاك قد يتأخر قليلا أو كثيرا– هي ثورات قامت و ستقوم لأجل الحرية و الديموقراطية و النهضة الاقتصادية. لقد ثار العرب لأجل التحرير فتخلصوا من المحتل و لكنهم إلى الآن لم يحققوا نهضة عربية و لم ينعموا بحرية و ديموقراطية. الشاب العربي الحالي أو فلنقل بدقة أكثر الفكر العربي الحالي و المزاج العربي لا يعنيه القائد ملكا كان أم سلطانا أو رئيسا أو أميرا، و لا يعنيه تغيير الأفراد و المسميات بل كل ما يهمه هو تغيير السياسات و القوانين واحترام الحريات بكل أنواعها.
نحن دخلنا عصرا تاريخيا جديدا سيشهد الكثير من الأحداث المتسارعة و سيمضي الوقت بأسرع مما نتوقع. الثقة التي زرعتها الشعوب في الشعوب بحاجة لألف سنة حتى تنتزع، فلقد دخلنا و لأول مرة في التاريخ العربي عصر الشعب القائد، وفيه الشعب على قلب رجل واحد و ضد نظام واحد في قُطر واحد وله مطالب واحدة.
والمسألة لا تنتهي عند حد خلع رئيس و تشكيل حكومة جديدة بل هذا كله لا يعني للشعب شيئا، فلا يهمه الشكليات، هو يسعى لاسقاط حقبة زمنية بكل ما تحمل.
لقد سعدت كثيرا عندما علمت أن أحد أساتذي أصبح عضوا في الحكومة الجديدة في تونس و أن بعضا من الزملاء قد يكونون مرشحين لمناصب أخرى، و لكني لهم أقول طالما القوانين و السياسات لا تزال كما هي فستسقطون كما سقط من سبقكم -رغم احترامي بالطبع لكم و كونكم محترمين في المجتمع- ولكن هذه ثورات بلا قادة فلا تحاولوا أن تصنعوا قادة مقبولين للجماهير بهدف امتصاص الغضب. غيروا فقط القوانين و الأنظمة و السياسات ثم ضعوا من الأسماء من تريدون فهذا هو المطلوب و لن تتوقف الجماهير عن الغضب حتى يتحقق.

الخميس، 10 فبراير 2011

مما سمعت اليوم...

عذرا من شعراء العامية شعركم جميل و لكن فيروز علمتني أن أعشق القصيدة الفصحى المغناه

الأربعاء، 9 فبراير 2011

الفيروس القادم من الخضراء


الفيروس القادم من الخضراء.....

قبل أحداث تونس كتبت مقالا تحليلا لضرب إسرائيل لسفينة الحرية التي قررت كسر الحصار على غزة و نشر ذاك المقال في صحيفة القدس اللندنية وفيه قلت "لقد أصبح الشاب العربي بفضل المقاومين يشعر أنه بإمكانه أن يحرر وأن يصمد و أن يغيّر، لقد حرر المقاومون الشباب من عقدة الخوف وعدم تكافؤ موازين القوى التي زرعها الخطاب السياسي في نفوس أجيال وأجيال من الشباب العربي. لقد عادت روح الأمل للأمة العربية، لقد عادت الشعارات، لقد عادت الأحلام، لقد أصبح الشباب يلغون من أجندتهم الحكومات ويجتمعون يفكرون يحلمون يخططون لنهضة الأمة. لقد تغير الخطاب، لقد عاد النهر للجريان، لقد أصبحت الكرامة والكبرياء شرطين أساسيين كالخبز..المارد العربي قد يستيقظ" و قد علق أحد القراء على المقال أي مارد عربي هذا الذي تتحدثين عنه يبدو أنك أردتي القول المارد التركي و قد كنت على يقين المتمعن في الأحداث أنه المارد العربي من جيل الشباب هو المارد الذي استيقظ.

أولائك الشباب الذين لم يخرجوا بأيديولوجية معينه أو تحت عباءة حزب أو مذهب أو تيار أو طيف،لأنهم أدركوا أنّا " مقتلون بين ترف العلماء و ترف الساسة" -و هذا مقالا أخر نشرته أيضا في القدس- هم المارد، وقد دار بيني و بين أحدهم حوار حول رأيي في أن هناك رياح تغيير قادمة في الوطن العربي و أذكر إني قلت له ترقب قريبا مصر و تونس و الحق أني توقعت أن تسبق مصر تونس ولكن الخضراء - تونس- كان لها السبق.
و دعونا نعود لما يحدث حاليا في الوطن العربي وهو مرشح لإجتياح دول عربية أخرى، هناك حاله من الغليان الشعبي لدى فئة الشباب خاصة على الرؤساء العرب في أغلب الدول العربية و لدى هؤلاء الشباب مآخذ قاتله على الحكومات:
أولها: الفساد المالي و الإداري.
ثانيا: التدهور الاقتصادي و الذي ترتب عليه مشكلتي البطالة و الفقر.
وثالثا: غياب الديمقراطية و تهميش الشعب و الاستئثار بالسلطة.
رابعا: سياسة القهر المتبعة من خلال الأجهزة الأمنية و النافذين في السلطة.
ثم إن هناك أمر غاية في الأهمية الرؤساء العرب حقيقة و قعوا ضحية أمرين:
أولا: البطانة السيئة، والتي صورت لهم الأمور أنها على ما يرام و استحوذت على المقدرات و القدرات لتصبح حكرا عليهم و على المقربين منهم.
ثانيا: الحكومات الهرمة و التي طبعا عاجزة عن التجديد و المنفصلة عن طموحات الشباب و تطوير البلاد، الوزراء الهرمين هم من قتلوا تاريخ الكثير من الحكام العرب و فصلهم عن جيل الشباب من أمتهم.
العبرة من بن علي و مبارك:
اتخذ الرئيسان بن علي و مبارك بعد احتجاجات الشباب العديد من القرارات الإصلاحية التي لو اتخذت قبل ذلك لكانت كفيلة بأن يسجل التاريخ للرجلين كأهم مصلحي و زعماء الوطن العربي،ولكنها أتت متأخرة ففقدت أهميها أتت بعد انعدام الثقة و خروج الأمور عن مسارها الصحيح، فهناك الكثير من الأمور خرجت عن السيطرة. لقد تمثل الفساد -من وجهة نظر الشباب و ربما غالبية الشعب- في شخوص معينة و الأمر هنا غير مثبت فلم تتم محاكمات أو استجوابات من أي نوع أثناء فترة و جودهم في السلطة لنفي تلك الشائعات أو لإثباتها فأحمد عز و الطرابلسي ظلا على رأس الهرم حتى و قع الزلزال، ولكن بن على و مبارك حاولا جاهدين إرضاء الشعب من خلال إقصاء الاثنان و غيرهما ممن جسدا الفساد و الدكتاتورية في أذهان أجيال من الشعب.كما أنهما أبديا استعدادهما الكامل لعمل تغييرات تعمل على توسيع المشاركة الشعبية و الحريات السياسية و الشخصية و حريات التعبير و غيرها من الحقوق التي يفترض أن تضمنها أي حكومة لشعب حر.

عموما الملاحظ هنا أن الحالة تتكرر و أن الزعماء العرب لم يستطيعوا التنبؤ بمزاج الشباب العرب هذا بالنسبة لبن علي وربما لمبارك فقد اعتقد أن مصر تختلف،ولكن بقية الحكام ماذا ينتظرون؟!
هناك ملاحظة أخرى مصر جمهورية و تونس جمهورية فهل هذا يعني أن الدول ذات الحكم الوراثي في منأى عن مثل هكذا احتجاجات؟
لا اعتقد ذلك،دول الخليج و الأردن و المغرب هذه الدول الأسر الحاكمة فيها اكتسبت شرعية من العرف الاجتماعي لتلك المجتمعات كما أنها صنعت لها تاريخا وطنيا و كثير منها أرتبط ظهورها بتلك الأسر التي عمل مؤسسيها وكثير ممن تبعهم على صناعة ذاكرة وطنية جديرة بالاحترام،ولكن هل سيبقى الحال على ما هو عليه؟ وهل سيظل الاحترام مستمرا؟
الأمر يتعلق بالإجابة على عدد من الأسئلة:
هل تخلصت تلك الأسر ممن يرمزون في أذهان الشعب للفساد؟
هل طعمت مجالس الوزراء بالجديد من الدماء الشابة التي تفهم مطالب و تطلعات الشباب؟
هل أقرت القوانين و التشريعات التي تجعل الشعب يساعدها في الإصلاح و محاربة الفساد من خلال المجالس البرلمانية الحرة و الفعالة و مؤسسات المجتمع المدني؟

ولا أخفي عليكم أني بدأت أخاف من المستقبل.و أسأل نفسي هل سيسمح بتشويه تاريخ عريق لأجل جماعة المنتفعين؟!
لقد خرج مبارك ليقول أنّا .. وأنّا... وأنّا... ولكنه تحدث عن الماضي و الشباب يهمه حاضره ويسعى لصنع مستقبل أفضل إن أعضاء من مجلس وزرائه وأسرته دمروا تاريخه الذي به الكثير من المواقف المشرفة و الشجاعة،دمروا حتى خطابه الوداعي المؤثر بنزول البلطجية!!
لا أعرف كيف سمح لهم أن يقصوه من قائمة أبطال حرب أكتوبر ليضعوه في قائمة من سترفع عليه قضايا كمجرمي حرب؟! لقد دهست السيارات الناس المسالمين وأطلق الرصاص الحي على المتظاهرين سلميا.
فكم يا ترى من الزعماء العرب ينتظرون نقلهم من قائمة لأخرى؟! وكم من الأذناب ينتظرون الانقضاض على السلطة؟
ولذلك يعمونهم عن القادم من الخضراء.

الأحد، 6 فبراير 2011

مرحبا بالحرية و الديمقراطية....تحيا مصر








عزم الشباب هو القضاء
ومبتغاه هو القدر
فلا تذل رأسك لمقتدر
الكون مِلككَ و الحياة
بحزم أمرك تأتمر
هذه القصيدة حفظني إياها د/عبدالقادر (مصري) وقال لي هي لشاعر أردني، وطلب مني د/ممدوح (مصري أيضا)أن أرددها دوما بيني و بين نفسي لأنها قوة لا يستهان بها و كان د/ممدوح يردد ليت شباب مصر تبعث فيه الحياة ليتني أرى عزم شباب مصر و الأمة العربية بأسرها!!
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ليتك يا دكتور ممدوح حي ترى عزم شباب مصر،رحمة الله عليك و تحيا مصر





هل أتاك الحديث عن عزم شعب
ثار و الطغاة تخشى زمانه؟
سقطوا منه طاغيا إثر طاغ
ككؤوس تزلزلت وسط حانه
ويلهم هل يدوم عرش إذا ما
زلزل الشعب تحت أركانه؟!
فليولوا الأدبار زحفا فإني
أبصر السيل قادما سبحانه
أي عرش أمامه سوف يبقى
بعد طوفان تونس و الكنانة؟!
الشاعر/هلال الحجري

الأربعاء، 2 فبراير 2011

في الخيانة

قبل ما يزيد على عام كتبتُ و نشر في ملحق "نون" في عدده الخامس "شيئنا أم أبينا حزنا أو حتى متنا غمًا الوطن يمر بأزمة حقيقية قد يدركها بعضنا وقد يحتاج بعضنا سنينا وشهورا وربما تمزق وويلات ،.... الأزمة هي أن روح المواطنة لدينا ليست جليه.
روح المواطنة والتي تعني أن تحب الوطن ليس لأنك تعيش فيه وتعمل فيه وتدرس وتأكل وتشرب...بل لأنه الوطن،وأن تجعل هذا الحب فوق مصلحتك ومصلحة جماعتك الشخصية،أي أن يكون حبك للوطن فوق حبك للجماعة وللزعيم، وللمنصب و لذاتك وأن يكون الوطن فوق الجميع في عالم الماديات الضاج بالصخب.
فعلا نحن نرتكب جريمة عندما نختصر الوطن في شخص أو في منطقة أو في مذهب أوفي قبيلة أوفي مصلحة ذاتيه،لأن جميعها - رغم أهميتها- لا تصل بنا للمعنى الحقيقة للوطنية" و لازلت على قناعة تامة بأن أزمة المواطنة لدينا تزيد و تتفاقم أكثر و أن هناك خللا في طريقة الخطاب الإعلامي و أسلوب التعاطي السياسي و التنشئة الاجتماعية.
لله الحمد دولتنا ليست دولة قمعية في تعاملها مع منتقيديها من أبناء الوطن و تاريخها الحديث حافل بالكثير من مواقف العفو المشرفة و الأبوية.ولكني أعتقد أنّا قد تجاوزنا مرحلة الحساسية الزائدة، و خلية التجسس التي تم الكشف عنها مؤخرا بالذات ليست معارضة ليتم العفو عنها بل هي خيانة للوطن فهل نتجاوز و يُسمح بالصفح عن من باع الوطن بالمال؟،لن أقول لابد من شيء إلا من محاكمة مدنية للمدنيين و عسكرية للعسكريين و معلنة للجميع المواطنين فمن الجميل التعامل بشفافية فالوطن يهم الجميع و الخيانة عدو لكل الشرفاء كما من حق الجميع أن يفخر بوجود محاكمة عادلة في بلاده يتابع مجرياتها في جو من العدالة السياسية و نزاهة القضاء.
عموما لم يكن وجود خلية تجسسية أمرا صادما بالنسبة لي فأزمة المواطنة -و لو لدى فئة قليلة- تجعل احتمال الأسوأ من ذلك واردا و هنا لن أدخل في تحليل لأسباب ظهور مثل هذه الخلية حتى لا يبدو الأمر و كأنه تبرير لخيانة الوطن و هو جرم لا يغتفر مهما كانت أسبابه و دوافعه، و لكني أرجو أن تدرس الظاهرة في داخل أجهزتنا الأمنية و التي أعتقد أنها باتت على المحك،نعم لم تكن تلك بمفاجئة و إن كان المفاجيء هو تسريب الخبر لمدة شهور ثم يأتي ذاك الاعلان الرسمي المفاجيء من عمان و النفي من الإمارات في فترة اضطرابات في الوطن العربي برمته و ليصنع ذاك الاعلان زوبعه من النقاشات خاصة لدى فئة الشباب حول العديد من المفاهيم و القضايا الساخنة التي تهمنا جميعا.
كل هذا شكل جو من الشائعات و الاشارات السلبية وهذا ليس هو الجو الصحيحة للتعامل مع جيل به الكثير من الساخطين و الناقمين و الغير مكترثين بقيمة احترام السلطة خاصة و أن يأتي الاعلان و تأتي الشائعات لتقول أنه هناك من أفراد السلطة من خانوا الوطن والسلطان-حفظ الله الوطن وسلطانه- أتمنى أن تعلن الأسماء للاعتبار و أن ينالوا محاكمة عادلة و أحكام غليظة تليق بحجم الجرم.