الأحد، 27 يونيو 2010

ليتهم جميعا مثلك،،،









كلما سمعت،كلما قرأت، كلما أزعجني ذاك الصخب وذاك الضجيج وذاك النشاز،وتلك الكراهية،وتلك الأحقاد،كلما كثر عدد المجادلون،كلما زاد أهل الشاق والنفاق،أجد نفسي أقول ليتهم جميعا مثلك
فكرا
خلقا
هدوءً
صبرًا
محبةً
ليصلح الحال!!
ليتهم جميعا إن وافقوك أو خالفوك مذهبا،ليتهم جميعا اتبعوك خلقا و منهجا
ليتهم جميعا مثلك،،،،



الأربعاء، 23 يونيو 2010

مقتولون بين ترف العلماء وترف الساسة






كنت أتصفح أحد المواقع الالكترونية العمانية وككل المنتديات لدينا فإن أكثر المنتديات نشاطا تلك المعنية بالدين أو بالسياسة، حيث كان عدد الزوار والمتواجدون فيها ضعف بقية المنتديات، والحقيقة إني وجدت الترف هو السمة الغالبة لشبابنا وشاباتنا في كل مناحي الحياة حتى في المسائل الدينية يجولون ويصولون في المواضيع ذات سمة ترفيه بالغة وقضايا خلافية لا طائل من النقاش فيها!قومنا يبحثون عن مَواطن الخلاف على قلتها أكثر من بحثهم عن مسائل الاتفاق على كثرتها فهذه سمة العرب في عصور الانحطاط العربي عاشقين للفُرقة والترف.قد يقول البعض ما دخل الترف هنا، الحق أن الترف بات ثقافة تسري في دمائنا للأسف ولابد لنا من مصحات ومضادات وآلات لتنقية هذا الدم قبل فساده.الترف أصاب بعض شبابنا فما عاد لباسنا يناسبهم ولا ثقافتنا تحتضنهم ولا لغتنا بيتهم ولا ديننا حصنهم الحصين، والكل منهم بات يريد أن يستعرض محاسنه ومفاتنه ويبث فتنة بين الجميع.
ولكن المصيبة العظمى هي ترف بعض علماء الدين ورجال السياسة.علماء الدين أصاب عقولهم هذا الترف القاتل فكثيرا منهم أصبح يركز على قضايا الترف الديني أكثر من تركيزهم على تبسيط وشرح علاقة التواصل بين العبد والمعبود من عبادات ومعاملات وأحكام، فنجدهم يهتمون بقضايا فلسفية تدور في حلقة مفرغة، والعامة من الشباب يرددون ذلك. لماذا ننبذ ونتذمر من أولئك المترفين الذين يلبسون الأقراط والأساور ويهلكون أنفسهم، ونتناسى مترفون ترفهم جر الأمة لشقاق وحول النظر عن قضايا الاتفاق لدوائر الشقاق بل وجر لنفاق في الدين، لا أحد منهم على استعداد أن يغير قناعاته أو على استعداد أن يقبل الأخر بما لديه من قناعات، فلماذا هذا النقاش وهذا الجدال؟ الهدف واضح أنه بث التفرقة بين الناس و زرع الفتن، تركوا أمور الحياة بل وأمور الدين و خاضوا في قضايا فلسفية وجدلية لا تهم المسلم البسيط لا من قريب ولا من بعيد ولكنها بالطبع ستضعه في خندق هذا خصم وهذا صديق!أهلكنا المترفون فهلا رحمنا أنفسنا من هذه القضايا وقلنا لهم شكرا لم نعد نريد سماع المزيد من ترف العلماء؟
المقتل الآخر الذي أصاب هذه الأمة كان من ترف الساسة الذي أنتج قسوة غير عادية في السجون السياسية، مخطئ من ظن ان المترفين حنونون بل هم أقسى الناس قلوبا على المخالفين لهم. لقد أُترف ساستنا فلم يعد هناك داخل يؤرقهم ولا خارج يعنيهم ولذلك إذا لاح لهم في الأفق صوت ضعيف يشدو بما لا تطرب له أسماعهم كشروا عن أنيابهم وأعملوا سيوفهم غير مكترثين بما سيؤول له الحال.فعندما وصل الساسة في مصر من الترف لدرجة القسوة التي لا تحتمل أخرجــــت لنا سجون المترفين جماعات نَظّرت للعنف الإســلامي الإسلامي، وتوالدت جماعات وجماعات و جماعات أخرى أساسها في البداية سياسيون مترفون و شباب مقهورون.
المُواطن العربي يحب وطنه ويحب الله ورسوله وهو وطني متدين ويميل للالتزام ويحب الله حتى وإن ارتكب المعصية، وخالف قول الشاعر إن المحب لمن يحب مطيع، وقد وقع هذا المواطن في حيص بيص بين حبه لرب العالمين ودينه وبين حبه للوطن، فقد عَرف هذا المواطن المغلوب على أمر متحدثين باسم الله، ومتحدثين بإسم الوطن، عرفهم متناحرين ومختلفين مع بعضهم البعض لكنه لسوء الحظ والطالع لم يعرف متحدثون باسم هذا المُواطن المسكين الذي يحب الله ويحب الوطن.
لماذا أحب العربي البسيط أردوغان؟وأكتسب أردوغان كل هذا التقدير والمحبة من الشعوب العربية التي لم يحظ بها أحمد نجاد رغم كل تصريحاته النارية ضد اسرائيل بل إن أردوغان حتى عندما قال One minute One minut كان يجالس الإسرائيليين ونجاد لا يقبل ذلك، فلماذا نال أردوغان ما لم ينله نجاد؟لأن أردوغان أوجد التوافق في نفس هذا العربي المسلم البسيط، بين حبه لدينه وحبه لوطنه، أردوغان لم يتهكم أو يتهجم على دولة عربية ولم يمثل تهديدا للوطن العربي كما أنه تحدث معبرا عن شعور هذا العربي المسلم دون أن يحدث له تناقض بين وطنيته وإسلامه ، فمحبة أردوغان لن ينتج عنها ضرر للوطن فهو لا يمثل خطرا على المتحدثين باسم الوطن، كما أنه لا يمثل خطرا على المتحدثين باسم الله، فسكتوا عن تشويه صورته، فوجد هذا المواطن البسيط صوتا عذبا شجيا لجرحه الإنساني النازف بعيدا عن دوائر المترفين.
والدال على ثقافة الترف القاتلة أني قد طرحت فكرة هذا المقال على عدد ممن حولي فعوضا عن التركيز في النقاش على القضية الأساسية وهي حيرة المُواطن البسيط بين ترف علماء الدين والساسة أخذوا يناقشون قضية فلسفية ترفية دينية أو يقارنون بين أردوغان ونجاد، والنتيجة مقتولون نحن بين ترف علماء الدين و ترف الساسة.
وعودة لهذه الانسان العربي البسيط الذي قد يعتقد البعض أنه متناقض في كثير من الأحيان والحقيقة هي أن هذا العربي البسيط حائر بين المترفين المتحدثين باسم الله والمترفين المتحدثين باسم الوطن، ولذلك فقد قرر بعض من شباب العرب التمرد على هذه الحيرة وهؤلاء المترفين كل حسب طريقته فظهر لنا المتمردون على الحيرة بأشكال منها:

الكفر بالله و الوطن
الكفر بالوطن
الكفر بالله
الكفر بالمُواطن

ولكن هذا المُواطن الأصيل الحائر الذي يرفض الكفر بالفطرة وجد أن الحيرة أفضل من الكفر ففضل العيش حائرا على أن يكون كافرا، إلى أن يأذن الله بظهور جيل يبدد الحيرة ويؤمن بالله ويخلص للوطن بكل أطيافه.




الخميس، 17 يونيو 2010

من المضحات المبكيات



أضحكتني لحد الحزن،هل يجب أن تطوق الوردة بعقد ماس قبل الإهداء؟!

الأحد، 13 يونيو 2010

السبت، 12 يونيو 2010


أيها السادة إني أتهم.. فهل نرى بيان المثقفين العرب؟
6/12/2010


العالم العربي في عمومه يشهد تحولا ثقافيا يمكن أن نسميه بعصر النهضة العربية الثاني، وأي نهضة لأية أمة يجب أن تبدأ فكريا من خلال مثقفيها ومفكريها وأقلامها الحرة والنزيهة.في نهضتنا العربية الأولى في عهد محمد علي باشا،أو نهضتنا القومية في عهد جمال عبدالناصر كان السياسيون هم صناع النهضة وهم مصدر ثقافة وتحرك الشعوب وبالطبع هم أيضا في طرحهم كانوا ينطلقون من ثقافة مفكرين عرب ومن القيم العربية، ولكن تأثير المفكرين كان محدودا وتأثير السياسيين هو الأشد فعاليه على الرأي العام في تلك الحقبة، ما يهمنا هنا أن تلك النهضة وتلك الثقافة في حِراكها وقوتها صنعها السياسيون ولذلك انتهت عندما فارقوا الحياة، وضعفت بعدهم وهزلت.وما يشهده العالم العربي حاليا هي ثورة ثقافية حقيقية تهدف لإعادة بناء الذات العربية،ومن يصنعها هم المثقفون وشباب الأمة والمقاومون والمدافعون للرمق الأخير عن الأمة والكرامة والسيادة والبقاء.فيما بعد العصور الوسطى في فرنسا صدر حكم بالنفي على ضابط انكليزي بتهم التجسس لصالح ألمانيا وذلك عام 1894م،فشككت عائلة الضابط في الحكم وبعد عامين من صدور الحكم كتب عالم الفكر والأدب إميل زولا مقالة بعنوان 'إني أتهم' دافع فيها عن الضابط المنفي،وقد حركت مقالته عدد من الأقلام الثقافية والتي بدورها حركت الرأي العام الفرنسي،وفي عام 1898م خرج المثقفون في فرنسا ببيان أسموه بيان المثقفين يطالب بإعادة محاكمة الضابط، فأنقسم الرأي العام إلى قسمين وتحزب الساسة في فرنسا لحزبين فكان من ينادون بإعادة المحاكمة يسمون بالحزب الجمهوري وكان خصومهم الذي يؤيدون حكم النفي يسمون بالوطنيين -وللاسم بريقه لجذب العامة بدعوى الوطنية-،وأتوقع أيها السادة أن تشهد منطقتنا العربية قريبا جدا ظهور الجمهوريين والوطنيين المتسلطين والمشككين في كل شيء وكل فرد،وسنسمع كثيرا من تهم العمالة لأعداء وهميين، ولا أستبعد أن يتهم أحدهم بالعمالة لإحدى المنظمات أو الدول العربية أو الإسلامية خاصة في الدول التي كانت تعرف يومًا بدول المواجهة وربما البدايات قد ظهرت، ولكن السؤال:هل سنشهد في المقابل بيان المثقفين العرب؟وهل ستطلق صرخة 'أني اتهم'؟لتحرك الرأي العام وتصنع تاريخ ثقافي جديد للأمة. يبدو أن الحال يسير نحو ذلك وهو يبعث على التفاؤل.وبالطبع في حركة التغيير الثقافي الذي سنشهدها وسينتج عنها دون أدنى شك تغيّر سياسي سيكون محركو هذا التغيّر المقاومون في غزة وفي العراق وأنصارهم من المثقفين في كافة الوطن العربي من محيطه للخليج،وما علينا أن ندركه أن هؤلاء المقاومين ليسوا ملائكة لذلك سيرتكبون ربما كثيرا من الأخطاء، فهم في قلب حرب شنيعة غير متكافئة، ولذلك فلا نتوقع منهم الرقة واللين والكياسة، ولكن نتوقع من المثقفين والمفكرين الخروج من بروجهم العاجية لصناعة المشهد الجديد في عالم الوطن العربي، نتوقع منهم الخروج من عباءات الصمت الطويل، وخلال فترات قليلة قد نرى مقالات تصرخ 'إني أتهم' لقد خسر من يسمون أنفسهم وطنيين مدافعين عن الوطن،لقد تبين للرأي العام إفلاسهم وتحجرهم وتجبرهم وتسلطهم لقد أعيدت المحاكمة وخفف الحكم ثم عاد المثقفون لتحريك الرأي العام وظلوا على مبدأ 'أنا أيضا من حقي أن أتهم' فأعيدت المحاكم مرة أخرى وحصل الضابط على التبرئة.وهنا أيها المثقفين لم يستعن مثقفو فرنسا بأي جهة خارج فرنسا ولم يستشيروا منظمات خارجية قبل خروجهم ببيان المثقفين ولم يتوقعوا من الضابط أن يكون ملاكا لا يخطئ، ولم يطالبوا بقلب نظام الحكم؛ولم يشككوا في وطنية أحد، بل طالبوا وثبتوا في مطالبتهم بالحقوق المدنية وحق التعبير وأن لا يحق للساسة إلقاء التهم جزافا،وإذا صدرت التهم التعسفية فان المثقفين، سيقفون صفا واحدا ليقولوا 'نحن أيضا نتهم'.المرحلة القادمة والقريبة جدا أخالها لحد الثقة ستشهد ظهور صف عربي يتهم الظلم الارتجالي بدعوى الوطنية. والموجود حاليا من النشطاء أو الحقوقيين أو غيرهم الذين وجودهم مقترن بمساندة المنظمات الخارجية لا يمثلون الرأي العام فهم منعزلون عنه لأنهم ربما بسبب الجبن أو الكسل أو النوايا غير المعلنه قرروا الارتباط بعيدا وقرروا الاعتماد على من يجب أن يتهم داخليا أو خارجيا،حتى بعض من يتسمون بحقوقيين أو أحرار أو شرفاء، لا يمثلون الرأي العام ولا يستطيعون تحريكه، ولذلك ليسوا هم من ننتظرهم بشوق ونترقبهم بشغف.الذين ننتظر، قدومهم سيصنعون التاريخ ويقلبون الموازين، ولقد ولدوا ونجمهم سينير عما قريبا، سينير وينتشر نوره بعيدا عن أقمار صناعية تدور في مدارات وأفلاك من صنع الغير، سيخرجون من رحم الأمة ليعبروا عن همومها بثقة واتزان وسيطلقون بيانهم وسيربكون الساسة أولا ؛ثم سيُنظروا لهم ليصلح الحال، وسنسمع قريبا جدا ربما الكثير من تهم العمالة لدول عربية وسنشهد أحكام النفي،وربما السجن والتعذيب حتى الموت، ولكنا أيضا سنقرأ قريبا 'أني أتهم '،ونفرح كثيرا ببيان المثقفين.


غزة واسرائيل.. مجازر قريبة و روح تبعث



غزة وإسرائيل.. مجازر قريبة وروح تبعث

لماذا هذه المجاهرة الصارخة والبطش من قبل إسرائيل بسفن السلام؟ وبالمنظمات الدولية؟ وبرعاية الدول الأوروبية؟ لماذا كل هذا؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟كانت إسرائيل منذ أن قامت وحتى الآن تحرص على تجميل وجهها وصورتها أمام شعوب العالم، وتحرص على أن لا تُظهر نازيتها بل تتلذذ بالظهور بمظهر المضطهد المقهور والمنبوذ الذي يسعى للحصول على ابسط الحقوق ويحرم منها، وتستغل عقدة معاداة السامية في كل المحافل الدولة، وهذه التصرفات الأخيرة عكس توجهات اسرائيل ونهجها فلماذا هذا التغيير المفاجئ في السياسة الاسرائيلية؟! قد يعتقد البعض للوهلة الأولى أنه تخبط اسرائيلي ورعونة، وقد يعتقد البعض أن العملاق قرص فأخذ يضرب يمينا ويسارا، وقد يعتقد آخرون أنها بداية لنهاية ولذلك يطرحون سيناريوهات سقوط اسرائيل!والحقيقة هي ليست نهاية بل بداية حقبة جديدة في تصحيح المسار لصالح الدولة الصهيونية، كيف ذلك؟!اسرائيل بعقولها أدركت جليا حجم المشكلة التي هي فيها، أن مشكلتها الحقيقة والتي تهدد أمنها وبقاءها،هي تلك الروح المعنوية العالية التي استطاع المقاومون في غزة غرسها في الشعوب العربية، بصمودهم العظيم والمشرف. لقد أخرج الغزاويون العرب من جَلد الذات وتحقيرها إلى الحديث بفخر وزهو، لقد اصبح الشاب العربي بفضل المقاومين يشعر أنه بإمكانه أن يحرر وأن يصمد و أن يغيّر، لقد حرر المقاومون الشباب من عقدة الخوف وعدم تكافؤ موازين القوى التي زرعها الخطاب السياسي في نفوس أجيال وأجيال من الشباب العربي. لقد عادت روح الأمل للأمة العربية، لقد عادت الشعارات، لقد عادت الأحلام، لقد اصبح الشباب يلغون من أجندتهم الحكومات ويجتمعون يفكرون يحلمون يخططون لنهضة الأمة. لقد تغير الخطاب، لقد عاد النهر للجريان، لقد أصبحت الكرامة والكبرياء شرطين أساسيين كالخبز. لقد اثبت لنا الغزاويون أننا يمكن أن نعيد الأمجاد ونحرر البلاد، وانّنا لا نحتاج سوى العزيمة والإصرار للثبات، ولرفض الخنوع والخضوع، وهنا يكمن الخطر الجسيم على دولة اسرائيل.. المارد العربي قد يستيقظ، ها هي روحه تعود إليه، قد تدب في الجسد الهامد الحياة!فأيهما أخطر على اسرائيل ترك الجسد العربي يلتحم مع روحه ويستيقظ، أم ضرب السفن الأوروبية وإغضاب من يمكن مصالحتهم بسهولة وفق قواعد المصلحة المشتركة؟المرحلة القادمة في المخطط الصهيوني هي محاولة ضرب هذه الروح المعنوية التي ولدت لدى جيل من الشباب العربي، لذلك ستقوم اسرائيل بضرب تلك السفن لتبعد الأنظار ولتخلق نوعا من الجفاء بينها وبين الآخرين ولتنفرد بعزل غزة ومن ثم توجيه ضربة قوية وقاتلة للمقاومين هناك!سيرى التاريخ وحشية لم يشهدها في يوم من الأيام، لأن الهدف ليس مجرد إسكات فوهات وبعض أفواه مقاومة، بل الهدف تدمير لروح تحاول الالتحام بالجسد، لذلك يجب أن نعي ذلك ويكون طرحنا الإعلامي منطلقا من ذلك.أيها الشباب نتوقع تدميرا وسحق جبروت ومجاز ومذابح، لكن لا شيء بدون ثمن لقد أخرج الغزاويون جسدنا من المقبرة مخاطرين بدخولهم إليها، لكن يجب أن نفوت على اسرائيل متعة تحقيق هدفها، لن نسمح لها بكسر روحنا المعنوية التي ربما في المرحلة الراهنة لم نعد نمتلك شيئا يمكن أن نعول عليه سواها، المرحلة القادمة صعبة ودموية و فاصلة، إما أن ننجح نحن أو تنجح إسرائيل في إعادتنا للقبر وحشرنا في الجحر، كونوا على ثقة بالنصر، ولكن لا تتوقعوا نصرا مؤزرا قريبا بل توقعوا مجازا، وتوقعوا أن يخرج الصامتون الآن ليضحكوا على جثث الشرفاء ويقولوا هذه عواقب الجنون والحماقة أنظروا وأنظروا، الهدف كسر الروح التي قاربت على الالتحام مع الجسد، ولكن آن الأوان أن نثبت أننا تغيرنا لم نعد أولئك الذين يفورون ولا يثورون، يتحمسون ولا يفكرون، يجب أن نثبت أننا بفضل الغزاويين الذين أراهم من الآن يصنعون للأمة بقاءها بنهر دمائهم، أراهم من الآن مستعدين للفناء في سبيل بقاء هذه الأمة، أراهم من الآن ينتظرون قوافل تحمل بعدهم اللواء، وتقرأ على قبور شهدائهم الفاتحة، أصبحنا أجسادا تمتلك أرواحا ولم نعد تلك الأمة الهامدة.

الجمعة، 4 يونيو 2010

فتاة من عمان



فتاة من عمان



لم أبلغ من السعادة والفرح بكلمة كتبت عني كفرحتي بالمقال الذي كتبته أ.د/نيفين مسعد عني في 17/12/2009م،ذلك المقال الذي اسمته "فتاة من عمان" و نشر في جريدة الشروق المصرية،والسبب الأول يعود إلى أن كاتبة المقال هي د/نيفين مسعد وهي غنية عن التعريف لطالما تمنيت معرفتها و أنا أقرأ لها "صناعة الكراهية بين العرب و أمريكا" ورغم أن الكتاب كان مقرر دراسي نذاكره للاختبارات إلا أنه يجبرك على الاعجاب بكوكبة المؤلفين له رغم أني أختلف معهم في وجهات النظر في بعض الأمور التي لسنا بصددها هنا،كان هذا السبب الأول.

أما الثاني فلأني لا أعرف الدكتورة نيفين و لم أدخل مكتبها سوى مرة واحدة في حياتي،ولم نكن أنا و زميلاتي نعرف حتى ذلك المكتب لمن،ما أذكره جيدا نظرات الدكتورة نيفين التي لم تكن تخلو من الاحتقار لنا أو هكذا فهمنا فقررنا الانسحاب سريعا،كنا نقف مقابل باب مكتبها و كان حشد من الطلبة(ذكور واناث) يقفون خلف بابها متأففين من الحر و الزحمة وهم يحملون بيدهم أوراق يبدو أنها بحاجة لختم ما،وعلامات الاكتئاب بادية على و جوههم و أغلبهم من أخوتنا الفلسطيينين،وما أن يخرجوا من المكتب إلا و علامات البٍشر و الفرح على وجوههم،

قلت: لزميلاتي ألم تلاحظن الجميع يدخلون هذا المكتب مكتئبين و يخرجون مبتسمين

فقالت إحدى زميلاتي: والله أنا أيضا أشعر بإكتئاب و سحبتني من يدي سندخل إذن لنبتسم و فتحت الباب وأنا وهي ثلاث أخريات خلفي.دخلنا وكان في الداخل أحد الطلبة

فقالت الدكتورة: بالدور يابنات مش كده.

فردت عليها زميلاتي: نحن لا نريد الدور،وكنا نلبس عباءات مما يدل على أننا خليجيات.

فنظرت إلينا نظرة تظهر غيضا تحاول كظمه، وقالت: ؤمل عايزة أية حضرتك؟.

فردت مشيرة لي هذه تقول أنها لاحظت أن كل من يدخل هذا المكتب يخرج مبتسم فأردنا أن نبتسم ونعرف السر خلف هذا الباب،

بغيض واضح حملت الدكتورة نيفين علبة حلويات من على الطاولة وقالت: السر هنا خدي بنبنايه واطلعي مبتسمة،طبعا الدكتورة أستاذة علوم سياسية وهذا رد لبق يحمل معنى برع من غير مطرود،فذهبنا كالقطار إلى علبة الحلويات ثم للباب مباشرة وحمدنا الله على السلامة و على البنبن (النعنع بلهجتنا).

الدكتورة لم تسألنا حتى عن أسمائنا أو تخصصنا و ربما لدى كثير من الأساتذة انطباع معين وصورة نمطية عن الخليجين والخليجيات في مصر،وهي لم تدرسني و لم يجمعنا ود معين أو معرفة و لو سطحية.



ولقد تفاجئة عندما جأني اتصال من معهد البحوث بعد مناقشي للرسالة الماجستير بشهور يقول الدكتورة نيفين مسعد تريد الحديث معك!!

قالت لي الدكتورة مبتدية :أنا فخورة بك جدا يا منى كإحدى طالبات المعهد و قد قرأت رسالتك حرفا حرفا،وأعجبت كثيرا بها و بك و قررت أن أتصل بك و أن أكتب عنك،

فسألتها :دكتورة هل تعتقدي أن سبق و إلتقينا؟!

فقالت:لا أذكر لكن بما أنك طالبة في المعهد ربما كان بيننا لقاء ولكني لا أذكره.

قلت لها: دكتورة هل حصل و أن دخلن مكتبك خليجيات خرقن الدور بإستهتار معهود فأعطيتهن بنبون؟

ضحك ثم قالت: مش معأول هو أنتي؟

قلت لها:نعم فما عساك ستكتبي الآن؟!

قالت:سيكون مدخلا جميلا إذن، والمره الجية لو جيتي حديك العلبة كلها.

سعادتي بهذا المقال لا توصف لأنه جاء من الدكتورة نيفين و لأنه ربما ساهم في تغيير و لو بسيط لصورة نمطية معينة رسمت للمرأة الخليجية لدى البعض في الوسط الثقافي المحترم في مصر.

علاقتي بالدكتورة نيفين تطورت و أصبحت ليس مجرد إعجاب مني بكتاباتها،أو منها برسالتي بل أصبحت محبة مني للدكتورة نيفين مسعد لشخصها،فالود بيننا أصبح للشخيصة ذاتها.