السبت، 12 يونيو 2010

غزة واسرائيل.. مجازر قريبة و روح تبعث



غزة وإسرائيل.. مجازر قريبة وروح تبعث

لماذا هذه المجاهرة الصارخة والبطش من قبل إسرائيل بسفن السلام؟ وبالمنظمات الدولية؟ وبرعاية الدول الأوروبية؟ لماذا كل هذا؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟كانت إسرائيل منذ أن قامت وحتى الآن تحرص على تجميل وجهها وصورتها أمام شعوب العالم، وتحرص على أن لا تُظهر نازيتها بل تتلذذ بالظهور بمظهر المضطهد المقهور والمنبوذ الذي يسعى للحصول على ابسط الحقوق ويحرم منها، وتستغل عقدة معاداة السامية في كل المحافل الدولة، وهذه التصرفات الأخيرة عكس توجهات اسرائيل ونهجها فلماذا هذا التغيير المفاجئ في السياسة الاسرائيلية؟! قد يعتقد البعض للوهلة الأولى أنه تخبط اسرائيلي ورعونة، وقد يعتقد البعض أن العملاق قرص فأخذ يضرب يمينا ويسارا، وقد يعتقد آخرون أنها بداية لنهاية ولذلك يطرحون سيناريوهات سقوط اسرائيل!والحقيقة هي ليست نهاية بل بداية حقبة جديدة في تصحيح المسار لصالح الدولة الصهيونية، كيف ذلك؟!اسرائيل بعقولها أدركت جليا حجم المشكلة التي هي فيها، أن مشكلتها الحقيقة والتي تهدد أمنها وبقاءها،هي تلك الروح المعنوية العالية التي استطاع المقاومون في غزة غرسها في الشعوب العربية، بصمودهم العظيم والمشرف. لقد أخرج الغزاويون العرب من جَلد الذات وتحقيرها إلى الحديث بفخر وزهو، لقد اصبح الشاب العربي بفضل المقاومين يشعر أنه بإمكانه أن يحرر وأن يصمد و أن يغيّر، لقد حرر المقاومون الشباب من عقدة الخوف وعدم تكافؤ موازين القوى التي زرعها الخطاب السياسي في نفوس أجيال وأجيال من الشباب العربي. لقد عادت روح الأمل للأمة العربية، لقد عادت الشعارات، لقد عادت الأحلام، لقد اصبح الشباب يلغون من أجندتهم الحكومات ويجتمعون يفكرون يحلمون يخططون لنهضة الأمة. لقد تغير الخطاب، لقد عاد النهر للجريان، لقد أصبحت الكرامة والكبرياء شرطين أساسيين كالخبز. لقد اثبت لنا الغزاويون أننا يمكن أن نعيد الأمجاد ونحرر البلاد، وانّنا لا نحتاج سوى العزيمة والإصرار للثبات، ولرفض الخنوع والخضوع، وهنا يكمن الخطر الجسيم على دولة اسرائيل.. المارد العربي قد يستيقظ، ها هي روحه تعود إليه، قد تدب في الجسد الهامد الحياة!فأيهما أخطر على اسرائيل ترك الجسد العربي يلتحم مع روحه ويستيقظ، أم ضرب السفن الأوروبية وإغضاب من يمكن مصالحتهم بسهولة وفق قواعد المصلحة المشتركة؟المرحلة القادمة في المخطط الصهيوني هي محاولة ضرب هذه الروح المعنوية التي ولدت لدى جيل من الشباب العربي، لذلك ستقوم اسرائيل بضرب تلك السفن لتبعد الأنظار ولتخلق نوعا من الجفاء بينها وبين الآخرين ولتنفرد بعزل غزة ومن ثم توجيه ضربة قوية وقاتلة للمقاومين هناك!سيرى التاريخ وحشية لم يشهدها في يوم من الأيام، لأن الهدف ليس مجرد إسكات فوهات وبعض أفواه مقاومة، بل الهدف تدمير لروح تحاول الالتحام بالجسد، لذلك يجب أن نعي ذلك ويكون طرحنا الإعلامي منطلقا من ذلك.أيها الشباب نتوقع تدميرا وسحق جبروت ومجاز ومذابح، لكن لا شيء بدون ثمن لقد أخرج الغزاويون جسدنا من المقبرة مخاطرين بدخولهم إليها، لكن يجب أن نفوت على اسرائيل متعة تحقيق هدفها، لن نسمح لها بكسر روحنا المعنوية التي ربما في المرحلة الراهنة لم نعد نمتلك شيئا يمكن أن نعول عليه سواها، المرحلة القادمة صعبة ودموية و فاصلة، إما أن ننجح نحن أو تنجح إسرائيل في إعادتنا للقبر وحشرنا في الجحر، كونوا على ثقة بالنصر، ولكن لا تتوقعوا نصرا مؤزرا قريبا بل توقعوا مجازا، وتوقعوا أن يخرج الصامتون الآن ليضحكوا على جثث الشرفاء ويقولوا هذه عواقب الجنون والحماقة أنظروا وأنظروا، الهدف كسر الروح التي قاربت على الالتحام مع الجسد، ولكن آن الأوان أن نثبت أننا تغيرنا لم نعد أولئك الذين يفورون ولا يثورون، يتحمسون ولا يفكرون، يجب أن نثبت أننا بفضل الغزاويين الذين أراهم من الآن يصنعون للأمة بقاءها بنهر دمائهم، أراهم من الآن مستعدين للفناء في سبيل بقاء هذه الأمة، أراهم من الآن ينتظرون قوافل تحمل بعدهم اللواء، وتقرأ على قبور شهدائهم الفاتحة، أصبحنا أجسادا تمتلك أرواحا ولم نعد تلك الأمة الهامدة.