الجمعة، 4 يونيو 2010

فتاة من عمان



فتاة من عمان



لم أبلغ من السعادة والفرح بكلمة كتبت عني كفرحتي بالمقال الذي كتبته أ.د/نيفين مسعد عني في 17/12/2009م،ذلك المقال الذي اسمته "فتاة من عمان" و نشر في جريدة الشروق المصرية،والسبب الأول يعود إلى أن كاتبة المقال هي د/نيفين مسعد وهي غنية عن التعريف لطالما تمنيت معرفتها و أنا أقرأ لها "صناعة الكراهية بين العرب و أمريكا" ورغم أن الكتاب كان مقرر دراسي نذاكره للاختبارات إلا أنه يجبرك على الاعجاب بكوكبة المؤلفين له رغم أني أختلف معهم في وجهات النظر في بعض الأمور التي لسنا بصددها هنا،كان هذا السبب الأول.

أما الثاني فلأني لا أعرف الدكتورة نيفين و لم أدخل مكتبها سوى مرة واحدة في حياتي،ولم نكن أنا و زميلاتي نعرف حتى ذلك المكتب لمن،ما أذكره جيدا نظرات الدكتورة نيفين التي لم تكن تخلو من الاحتقار لنا أو هكذا فهمنا فقررنا الانسحاب سريعا،كنا نقف مقابل باب مكتبها و كان حشد من الطلبة(ذكور واناث) يقفون خلف بابها متأففين من الحر و الزحمة وهم يحملون بيدهم أوراق يبدو أنها بحاجة لختم ما،وعلامات الاكتئاب بادية على و جوههم و أغلبهم من أخوتنا الفلسطيينين،وما أن يخرجوا من المكتب إلا و علامات البٍشر و الفرح على وجوههم،

قلت: لزميلاتي ألم تلاحظن الجميع يدخلون هذا المكتب مكتئبين و يخرجون مبتسمين

فقالت إحدى زميلاتي: والله أنا أيضا أشعر بإكتئاب و سحبتني من يدي سندخل إذن لنبتسم و فتحت الباب وأنا وهي ثلاث أخريات خلفي.دخلنا وكان في الداخل أحد الطلبة

فقالت الدكتورة: بالدور يابنات مش كده.

فردت عليها زميلاتي: نحن لا نريد الدور،وكنا نلبس عباءات مما يدل على أننا خليجيات.

فنظرت إلينا نظرة تظهر غيضا تحاول كظمه، وقالت: ؤمل عايزة أية حضرتك؟.

فردت مشيرة لي هذه تقول أنها لاحظت أن كل من يدخل هذا المكتب يخرج مبتسم فأردنا أن نبتسم ونعرف السر خلف هذا الباب،

بغيض واضح حملت الدكتورة نيفين علبة حلويات من على الطاولة وقالت: السر هنا خدي بنبنايه واطلعي مبتسمة،طبعا الدكتورة أستاذة علوم سياسية وهذا رد لبق يحمل معنى برع من غير مطرود،فذهبنا كالقطار إلى علبة الحلويات ثم للباب مباشرة وحمدنا الله على السلامة و على البنبن (النعنع بلهجتنا).

الدكتورة لم تسألنا حتى عن أسمائنا أو تخصصنا و ربما لدى كثير من الأساتذة انطباع معين وصورة نمطية عن الخليجين والخليجيات في مصر،وهي لم تدرسني و لم يجمعنا ود معين أو معرفة و لو سطحية.



ولقد تفاجئة عندما جأني اتصال من معهد البحوث بعد مناقشي للرسالة الماجستير بشهور يقول الدكتورة نيفين مسعد تريد الحديث معك!!

قالت لي الدكتورة مبتدية :أنا فخورة بك جدا يا منى كإحدى طالبات المعهد و قد قرأت رسالتك حرفا حرفا،وأعجبت كثيرا بها و بك و قررت أن أتصل بك و أن أكتب عنك،

فسألتها :دكتورة هل تعتقدي أن سبق و إلتقينا؟!

فقالت:لا أذكر لكن بما أنك طالبة في المعهد ربما كان بيننا لقاء ولكني لا أذكره.

قلت لها: دكتورة هل حصل و أن دخلن مكتبك خليجيات خرقن الدور بإستهتار معهود فأعطيتهن بنبون؟

ضحك ثم قالت: مش معأول هو أنتي؟

قلت لها:نعم فما عساك ستكتبي الآن؟!

قالت:سيكون مدخلا جميلا إذن، والمره الجية لو جيتي حديك العلبة كلها.

سعادتي بهذا المقال لا توصف لأنه جاء من الدكتورة نيفين و لأنه ربما ساهم في تغيير و لو بسيط لصورة نمطية معينة رسمت للمرأة الخليجية لدى البعض في الوسط الثقافي المحترم في مصر.

علاقتي بالدكتورة نيفين تطورت و أصبحت ليس مجرد إعجاب مني بكتاباتها،أو منها برسالتي بل أصبحت محبة مني للدكتورة نيفين مسعد لشخصها،فالود بيننا أصبح للشخيصة ذاتها.