الأربعاء، 23 فبراير 2011

هذه ليبيا قد أحترقت...

هذه ليبيا قد أحرقت...

ليبيا الآن أرض محروقة و نيرون سيحرق قريبا نفسه ليكتمل المشهد الدموي، الخوف كل الخوف مما تكيد الأحلاف خلف المحيط لليبيا أي تدخل لجيوش غير عريبة يعني احتلال لليبيا مهما تذرعت بحجج إنقاذ الشعب وإسقاط الطاغية،ومن ثم ستفتعل حركات أخرى وسيتدخلون و سنعود لزمن الاحتلال وسيقتل الحُكام الحاليين في الوطن العربي شر قتل و سينكل بهم حتى تعتقد تلك الشعوب أن هذه جيوش محررين،وستتكرر العديد من المحاكمات على غرار محاكمة صدام حسين و سيتكرر المشهد العراقي و سنصبح كلنا في الهم عراق.

لأجل أمن مصر القومي و لأجل أمن تونس القومي و لأجل أمن كل الحاكم و الزعماء العرب الشخصي ولأجل هذه الوطن العربي يجب أن تتدخل جامعة الدول العربية عسكريا لحل الوضع في ليبيا. هناك حديث عن شرق أوسط جديد سبق الحديث عنه وهناك خارطة و أجندة مخفية و مخيفة يترسب منها ما يعني تغيير الخارطة العربية،أتمنى أن نكون كعرب أكثر يقضه. اعتقد أن القيادة اليبيه تعلم بذلك فقد بشروا بأن بسقوطهم سيعود الوطن للقرون الوسطى و لزمن الاحتلال، عندما يقال بأن هناك تواطؤ غربي و أن هناك طائرات تطير من أوروبا و البعض يقول من تل أبيب لا استبعد ذلك. فقد أدركوا خطورة ما يحدث في العالم العربي أدركوا أن حالة الإذعان التي اعتادوا عليها في طريقها للانتهاء.و أولائك الناس لا يقفون موقف المتفرج وليسوا سلبيين مثلما كنا نحن لعقود و لربما لقرون لذلك سيعملون على إجهاض ما لم يستطيعوا منع وقوعه،هم لا يتفرجون و عندما يتعلق الأمر باحتمالية ظهور قوة جديدة بروح شابه تمثل خطر فالغرب رغم إعلان التعاطف على المستوى السياسي يشعر بالخطر لأن الصراع صراع إرادات وسيعملون على تنفيذ إرادتهم تحت غطاء.
تدخل أي قوة خارجية في ليبيا يعني بدأ تنفيذ خطة تقطيع الوطن العربي لأوصال و هو كما قال أحد القذافيين العودة لزمن الاحتلال و القرون الوسطى.كنت أتمنى لو أن هذه القيادة التي بالغت في تأكيد عروبتها تتعامل بحس وطني وتعلن أنها نصيرة للجماهير و أن لا تكرر المشهد التونسي و المصري بدموية كنت أتمنى أن تتنحى و تشرف إشراف فخري على التغيير الإصلاحي في ليبيا ولكنها أعلنت أن ليبيا هي الأرض المحروقة و أن زمن الاحتلال سيعود.

يفترض أن يدرك العرب أن الشأن الليبي مختلف لا توجد أي مؤسسات حقيقية ولا حتى جيش حقيقي التنظيم و الرتب ففي هذه الجماهيرية يظهر أبن الرئيس وكأنه ولي للعهد بأسلوب مختلف تماما عن اسلوب ولي عهد البحرين في خطابه للمحتجين في بلاده فقد ظهر ابن الملك ذو الصفة الشريعة في الحكم أكثر تواضعا واحتوى إلى حد كبير الأزمة رغم الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها رجال الأمن.

عموما إما أن نكون كعرب أكثر ذكاء و يقضه و نتدخل نحن لنحمي أنفسنا أولا و من ثم نحمي الشعب الليبي و إما أن نتفرج ونسمح لقوات دوليه بالدخول أو إبادة جماعية للشعب الليبي بالحدوث.
اعتمد أعداؤنا في الماضي على مواقفنا السلبية و روحنا الانهزامية أكثر من ذكائهم و قوتهم.الموقف الرسمي العربي سلبي جدا و لكن على الشعوب العربية أن تسعى لأن تنجح أرادتها و أنا لا تقبل تدخل غير عربي.
فمصر على حدودها فلسطين وهناك تغيير حدث في مصر.مصر لا يوجد بها أي قاعدة غربية مصر لديها جيش قوي مصر عدد شعبها يفوق الثمانون مليون مصر أرض زراعة و غاز وبترول و ممر هام –قناة السويس- ماذا لو اضطربت علاقات اسرائيل و مصر،أليست اسرائيل بحاجة إلى جيوش صديقة قريبة من الحدود المصرية ؟! أليست ليبيا قد تكون تلك الدولة؟الأمن القومي المصري و الأمن الشخصي لكل حاكم عربي يستدعى منع أي تتدخل دولي في ليبيا و أن يكون التدخل عربيا فقط ،المطالب من الشعوب إصلاحية و يمكن بقليل من الذكاء و الحوار حلها و تحقيقها و لكن ما يخطط له ليحدث خطير جدا لذلك صمتوا ليستشعروا منسوب السلبية لدى الموقف العربي الرسمي الذي لو استمر سيساق لمسرحيات المحاكمات.و في النهاية التاريخ يقول إرادات الشعوب هي التي تنتصر و لذلك احتوائها و الانضمام إليها هو الحل الصحيح بقليل من العقل من الوطنية و الشجاعة ننقذ الأوطان.