هؤلاء ليس لهم قائد"!! جملة سمعناها كثيرا عبر شاشات التلفاز أو قرأناها في مكان ما في وصف لحال الثوار في تونس و مصر. وقد راهن الكثيرون على فشلها مدللين على ذلك أنها بدون قيادة، و الذي لم يعيه البعض هو أنهم لأول مرة في التاريخ العربي يتعاملون مع ثورة شعبية حقيقية بدون أيديولوجيا منحازة لعقيدة فكرية. دعوني أقول لكم شيئا أنا مهتمة جدا من الناحية البحثية و العلمية بحركة تغيير الشعوب و المجتمعات خاصة العربية، ولذلك ففي بداية أول ثلاثة أيام من الثورة المصرية كان معدل نومي في اليوم ساعتين فقط حتى لا يفوتني حدث أو خبر، وقد كنت أمضي يومي متنقلة بين التلفزيون و الإذاعة و الشبكة العنكبوتية وكلما استمرت الثورة كنت أدعو ربي أن تظل دون قائد، لأسباب عديدة أبسطها أنها ستوفر مادة خصبة جديدة لنظريات سياسية و اجتماعية خاصة بالعالم العربي. فهل بإمكاننا هنا أن نعمم و نقول أن الحركات الثورية الشعبية غير المؤدلجة تنجح في الوطن العربي فقط عندما تكون بدون قائد، أي عندما تقود الجماعات الملايين!!! إلى الآن التعميم لا يصح.
نحن قوم غارقين في فلسفات عديدة تدور حول تقديس الفرد عن طريق جماعة دينية كإمام أو مهدي منتظر أو خليفة مرتقب أو ولي ذو كرامات، أو حتى قائد أفرزه انقلاب العسكر أو قائد أوجدته المنظومة القبلية، في كل الأحوال العرب يقدسون قادتهم ويجلونهم أيما إجلال، و قد شخص أحد الشعراء الظاهرة بأنها تعود لثقافة العرب الوثنية فقال:
والناس يخشون بطش المليك بهم وما له من دونهم بأس و لا جاه
كــــصانع صـــنم يوم على يــده وبعـــد ذاك يرجوه و يـخــشاه
الحادث في الحالتين أن التقديس سقط بل حتى الاحترام سقط و البعض تجاوز حتى حدود اللباقة و استخدم ألفاظ بذيئة في مخاطبة الرئيس غير مكترث بالعواقب في حالة فشل الثورة!! هناك كراهية دفينة في نفوس جيل الشباب لمفهوم القائد، لذلك كان من الطبيعي أن لا تفرز تلك الثورات قائدا، هم يريدون التخلص من الصنم و ليس صناعة صنم جديد أكثر أناقة.
الثورات الحالية في الوطن العربي -و أنا على يقين أنها ستجتاح كل قطر عربي و المسألة مسألة وقت فقط فهذا قد يتقدم و ذاك قد يتأخر قليلا أو كثيرا– هي ثورات قامت و ستقوم لأجل الحرية و الديموقراطية و النهضة الاقتصادية. لقد ثار العرب لأجل التحرير فتخلصوا من المحتل و لكنهم إلى الآن لم يحققوا نهضة عربية و لم ينعموا بحرية و ديموقراطية. الشاب العربي الحالي أو فلنقل بدقة أكثر الفكر العربي الحالي و المزاج العربي لا يعنيه القائد ملكا كان أم سلطانا أو رئيسا أو أميرا، و لا يعنيه تغيير الأفراد و المسميات بل كل ما يهمه هو تغيير السياسات و القوانين واحترام الحريات بكل أنواعها.
نحن دخلنا عصرا تاريخيا جديدا سيشهد الكثير من الأحداث المتسارعة و سيمضي الوقت بأسرع مما نتوقع. الثقة التي زرعتها الشعوب في الشعوب بحاجة لألف سنة حتى تنتزع، فلقد دخلنا و لأول مرة في التاريخ العربي عصر الشعب القائد، وفيه الشعب على قلب رجل واحد و ضد نظام واحد في قُطر واحد وله مطالب واحدة.
والمسألة لا تنتهي عند حد خلع رئيس و تشكيل حكومة جديدة بل هذا كله لا يعني للشعب شيئا، فلا يهمه الشكليات، هو يسعى لاسقاط حقبة زمنية بكل ما تحمل.
لقد سعدت كثيرا عندما علمت أن أحد أساتذي أصبح عضوا في الحكومة الجديدة في تونس و أن بعضا من الزملاء قد يكونون مرشحين لمناصب أخرى، و لكني لهم أقول طالما القوانين و السياسات لا تزال كما هي فستسقطون كما سقط من سبقكم -رغم احترامي بالطبع لكم و كونكم محترمين في المجتمع- ولكن هذه ثورات بلا قادة فلا تحاولوا أن تصنعوا قادة مقبولين للجماهير بهدف امتصاص الغضب. غيروا فقط القوانين و الأنظمة و السياسات ثم ضعوا من الأسماء من تريدون فهذا هو المطلوب و لن تتوقف الجماهير عن الغضب حتى يتحقق.
نحن قوم غارقين في فلسفات عديدة تدور حول تقديس الفرد عن طريق جماعة دينية كإمام أو مهدي منتظر أو خليفة مرتقب أو ولي ذو كرامات، أو حتى قائد أفرزه انقلاب العسكر أو قائد أوجدته المنظومة القبلية، في كل الأحوال العرب يقدسون قادتهم ويجلونهم أيما إجلال، و قد شخص أحد الشعراء الظاهرة بأنها تعود لثقافة العرب الوثنية فقال:
والناس يخشون بطش المليك بهم وما له من دونهم بأس و لا جاه
كــــصانع صـــنم يوم على يــده وبعـــد ذاك يرجوه و يـخــشاه
الحادث في الحالتين أن التقديس سقط بل حتى الاحترام سقط و البعض تجاوز حتى حدود اللباقة و استخدم ألفاظ بذيئة في مخاطبة الرئيس غير مكترث بالعواقب في حالة فشل الثورة!! هناك كراهية دفينة في نفوس جيل الشباب لمفهوم القائد، لذلك كان من الطبيعي أن لا تفرز تلك الثورات قائدا، هم يريدون التخلص من الصنم و ليس صناعة صنم جديد أكثر أناقة.
الثورات الحالية في الوطن العربي -و أنا على يقين أنها ستجتاح كل قطر عربي و المسألة مسألة وقت فقط فهذا قد يتقدم و ذاك قد يتأخر قليلا أو كثيرا– هي ثورات قامت و ستقوم لأجل الحرية و الديموقراطية و النهضة الاقتصادية. لقد ثار العرب لأجل التحرير فتخلصوا من المحتل و لكنهم إلى الآن لم يحققوا نهضة عربية و لم ينعموا بحرية و ديموقراطية. الشاب العربي الحالي أو فلنقل بدقة أكثر الفكر العربي الحالي و المزاج العربي لا يعنيه القائد ملكا كان أم سلطانا أو رئيسا أو أميرا، و لا يعنيه تغيير الأفراد و المسميات بل كل ما يهمه هو تغيير السياسات و القوانين واحترام الحريات بكل أنواعها.
نحن دخلنا عصرا تاريخيا جديدا سيشهد الكثير من الأحداث المتسارعة و سيمضي الوقت بأسرع مما نتوقع. الثقة التي زرعتها الشعوب في الشعوب بحاجة لألف سنة حتى تنتزع، فلقد دخلنا و لأول مرة في التاريخ العربي عصر الشعب القائد، وفيه الشعب على قلب رجل واحد و ضد نظام واحد في قُطر واحد وله مطالب واحدة.
والمسألة لا تنتهي عند حد خلع رئيس و تشكيل حكومة جديدة بل هذا كله لا يعني للشعب شيئا، فلا يهمه الشكليات، هو يسعى لاسقاط حقبة زمنية بكل ما تحمل.
لقد سعدت كثيرا عندما علمت أن أحد أساتذي أصبح عضوا في الحكومة الجديدة في تونس و أن بعضا من الزملاء قد يكونون مرشحين لمناصب أخرى، و لكني لهم أقول طالما القوانين و السياسات لا تزال كما هي فستسقطون كما سقط من سبقكم -رغم احترامي بالطبع لكم و كونكم محترمين في المجتمع- ولكن هذه ثورات بلا قادة فلا تحاولوا أن تصنعوا قادة مقبولين للجماهير بهدف امتصاص الغضب. غيروا فقط القوانين و الأنظمة و السياسات ثم ضعوا من الأسماء من تريدون فهذا هو المطلوب و لن تتوقف الجماهير عن الغضب حتى يتحقق.