من ميدان التحرير
"من موقعي أود أن أوجه كلمة لسيادة المشير طنطاوي وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة نيابة عن ما اسميه المجلس الأعلى للثورة المنعقدة بميادين التحرير المصرية،بقيادة كل فرد منا وردا على طرح الاستفتاء الذي طرحه سيادتكم في خطابه، نصها: " إحنا بتوع 25 يناير،مما يعني بتوع 19 نوفمبر وهم يتمثـلون في بتوع التحرير من المصريين المجتمعيين في هذا الزمان و الأماكن،نود أن نحيط سيادتكم علما بأننا كما قررنا أن يكون مبارك أخر فرعون في تاريخ مصر يوم 25 يناير،فقد قررنا أيضا في 19 نوفمبر2011 أن تكون سيادتكم آخر مشير مصري في هذا الموقع السياسي،وبناء عليه نطالب سيادتكم بتسليم السُلطة للشعب في أقرب وقت،منعا للاحراج وحقنا لدماء المصريين،التي لا تساوي قطرة منها عروش الدنيا كما ذكر الملك فارق الأول-رحمه الله- في خطاب تنازله عن عرش مصر. والله ولي الذين أمنوا والله و لي التوفيق.الله الوطن العدالة. يا ترى فهمتوا و لا نقول كمان و كمان"
كان الحديث السابق لأحد شباب الميدان و يدعى لؤي عمران، فالحقيقية أني يوم الاثنين 28/نوفمبر/2011م وهو اليوم الأول للانتخابات المصرية كنت في المتحف المصري أشاهد جثث الفراعنه و هي محنطه و ألتقط في حديقة المتحف بعض الصور التذكارية وعند الخروج من متحف الجثث المحنطة قابلنا مباشرة دوار ميدان التحرير حيث الأحياء المصريين فودعت الأموات و قررت بفضول الباحث أن أدخل الميدان وكان علي أن أتخطى حاجز من حبال و بعضا من حديد هو بمثابة نقطة تفتيش فكان السؤال الموجه لي الأخت مصرية؟ فأجبت:لا سائحة عربية طيب الباسبور(جواز السفر) فأبرزت جوازي، ثم سألت الشاب هل تنصحني بعدم الدخول أي هل يمكن أن أتعرض لأذى فأجاب لا تقلقي لا شيء يدعوا لذلك و لكن إذا كنت تشعرين بالخوف فيمكن أن يرافقك أحد شباب حماية الميدان،فأجبت لا شكرا أردت فقط الاطمئنان.
ثم تجولت لساعات بداخل ميدان التحرير واستمعت لكثير من الهتافات و الشعارات وبدا لي منذ البداية أن الميدان منقسم حول أمرين:
- الجنزوري.
- الانتخابات
فقد كان من شعارات الميدان " بعد ما سرقوا المليارات ضحكوا عليكوا بالانتخابات" كما شاهدت رجلا ذو لحية موشحة بالشيب يقيد يداه بسلاسل من حديد ويصرخ بصوت عالي : " يا شباب لازم ندي الجنزوري فرصة الجنزوري راجل كويس" و يجوب الميدان و حوله يجتمع الناس في نقاش عميق و اختلاف بديع حول طبيعة الفرصة و موانع منحها و على بعد ثلاث خطوات أخرى كان هناك شاب يحمل شابا أخر يهتف " يال للعار يال للعار أخ بيضرب أخوه بالنار" ثم يرد عليه أخر " يا شهيد نم و رتاح و حنا حنواصل الكفاح" و من ثم فتاة أخرى تدعى صابرين تصرخ " يا بلادي يا تكيه يا وصيه سرقوكي شويت حرمية، يا مصر يا مصر ولادك أهم بناتك أهم عنك شالوا الهم يفدوكي بالروح و الدم،اعتتقلوني اعتقلوني مش حتشوفوا الخوف في عيوني" وخلفها يردد الجموع تلك العبارات، و قنوات تلفزيونية كثيرة أجنبية وعربية و مصرية و الشباب كل يدلوا بدلوه في مقابلات و يطرح رأيه على العلن.
وعندما كنت أصور قال لي أحد الشباب:رجاء لا تصوريني صوري هذا وكان فتى ما بين 15و 18 من العمر به أثار إصابات في رأسه، وعندما سألته ما به و هو متلحف ببطانية قال " ضربت برصاص مطاطي في الأحداث الأخيرة و هو يرفض الخروج من الميدان" و عندما سألت و ماذا تريدون من البقاء في الميدان أجابوا معا " حرية و عدالة" ثم علا صوت هتاف من خلفنا " يا حرية إنتي فينك المشير بينا و بينك، المشير بهيص عاوز يبقى ريس" فقلت لأحد الشباب و هو يدعى محمود: أليس المشير هو الذي أنقذ الثورة وأنقذ شباب الميدان من حرب أهلية و بطش وزارة الداخلية بكم، فأجاب:لا طبعا الذي حمانا هو الجيش و ليس الطنطاوي. و هنا يجب أن نقف عند نقطة غاية في الأهمية لمستها بين جميع الشباب و الشابات ممن التقيت بهم في الميدان فلا شخصنه للأمورعندهم ولديهم فصل واضح بين الأفراد و المؤسسة فلا ينسبون فضل العمل الناتج عن المؤسسة للفرد وهذه يحمل لذهني حقيقة أن الانسان المصري رغم بساطته حضاري ومدني و يعي حقيقية أن يقام المجتمع على المؤسسات لا الأفراد.
ثم إنتقلت لمجموعة أخرى تتزعم الهتافات من الشباب فسألتهم من أنتم ؟ الى أي حزب تنتمون حيث بدأ لي من حديثهم أنهم على قدر عالي من الثقافه فاجابني أحدهم نحن شباب مصر لا طوائف ولا أحزاب فقلت لهم مستفزة إياهم يعني أنتم بلطجية كما يقال ؟فأستشاظ غيضا وأراني آثار طلق مطاطي في ساعده وقال من أطلق علي هذا الرصاص هوالبلطجي -يقصد وزارة الداخلية- أما انا فطالب بكلية الطب بجامعة الأزهروأراني بغضب بطاقته الجامعية ثم أشار لزميلته وتدعى صابرين وقال هذه معلمة وهي صوتت وأنا لم أصوت نختلف حول التصويت لكننا نتفق على ضرورة حماية الثورة وعدم هدر دماء الشهداء فإن كنتِ تبحثين عن البلطجية فبإمكانك البحث عنهم في مكان آخر.
عموما فبالاضافة لنقاط الاختلاف في الميدان فهناك نقاط تبدوا نقاط اتفاق وهي:
- ضرورة تسليم السلطة للمدنين حيث تصرخ اللافتات في الميدان بذلك كما تصرخ الحناجر أيضا " عسكر يحكم مدني ليه إحنا صهينه و لا إيه"
- ضرورة وجود محاكمات صارمة لمن شارك في قتل المتظاهرين.
- لا بد من محاكمة و استعادة الأموال من رموز النظام السابق.
ويبدوا أن بدون تنفيذ النقاط الثلاث السابقة ستظل الساحة المصرية وميدان التحرير على وجه الخصوص ساحة ساخنة بالأحداث.
"من موقعي أود أن أوجه كلمة لسيادة المشير طنطاوي وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة نيابة عن ما اسميه المجلس الأعلى للثورة المنعقدة بميادين التحرير المصرية،بقيادة كل فرد منا وردا على طرح الاستفتاء الذي طرحه سيادتكم في خطابه، نصها: " إحنا بتوع 25 يناير،مما يعني بتوع 19 نوفمبر وهم يتمثـلون في بتوع التحرير من المصريين المجتمعيين في هذا الزمان و الأماكن،نود أن نحيط سيادتكم علما بأننا كما قررنا أن يكون مبارك أخر فرعون في تاريخ مصر يوم 25 يناير،فقد قررنا أيضا في 19 نوفمبر2011 أن تكون سيادتكم آخر مشير مصري في هذا الموقع السياسي،وبناء عليه نطالب سيادتكم بتسليم السُلطة للشعب في أقرب وقت،منعا للاحراج وحقنا لدماء المصريين،التي لا تساوي قطرة منها عروش الدنيا كما ذكر الملك فارق الأول-رحمه الله- في خطاب تنازله عن عرش مصر. والله ولي الذين أمنوا والله و لي التوفيق.الله الوطن العدالة. يا ترى فهمتوا و لا نقول كمان و كمان"
كان الحديث السابق لأحد شباب الميدان و يدعى لؤي عمران، فالحقيقية أني يوم الاثنين 28/نوفمبر/2011م وهو اليوم الأول للانتخابات المصرية كنت في المتحف المصري أشاهد جثث الفراعنه و هي محنطه و ألتقط في حديقة المتحف بعض الصور التذكارية وعند الخروج من متحف الجثث المحنطة قابلنا مباشرة دوار ميدان التحرير حيث الأحياء المصريين فودعت الأموات و قررت بفضول الباحث أن أدخل الميدان وكان علي أن أتخطى حاجز من حبال و بعضا من حديد هو بمثابة نقطة تفتيش فكان السؤال الموجه لي الأخت مصرية؟ فأجبت:لا سائحة عربية طيب الباسبور(جواز السفر) فأبرزت جوازي، ثم سألت الشاب هل تنصحني بعدم الدخول أي هل يمكن أن أتعرض لأذى فأجاب لا تقلقي لا شيء يدعوا لذلك و لكن إذا كنت تشعرين بالخوف فيمكن أن يرافقك أحد شباب حماية الميدان،فأجبت لا شكرا أردت فقط الاطمئنان.
ثم تجولت لساعات بداخل ميدان التحرير واستمعت لكثير من الهتافات و الشعارات وبدا لي منذ البداية أن الميدان منقسم حول أمرين:
- الجنزوري.
- الانتخابات
فقد كان من شعارات الميدان " بعد ما سرقوا المليارات ضحكوا عليكوا بالانتخابات" كما شاهدت رجلا ذو لحية موشحة بالشيب يقيد يداه بسلاسل من حديد ويصرخ بصوت عالي : " يا شباب لازم ندي الجنزوري فرصة الجنزوري راجل كويس" و يجوب الميدان و حوله يجتمع الناس في نقاش عميق و اختلاف بديع حول طبيعة الفرصة و موانع منحها و على بعد ثلاث خطوات أخرى كان هناك شاب يحمل شابا أخر يهتف " يال للعار يال للعار أخ بيضرب أخوه بالنار" ثم يرد عليه أخر " يا شهيد نم و رتاح و حنا حنواصل الكفاح" و من ثم فتاة أخرى تدعى صابرين تصرخ " يا بلادي يا تكيه يا وصيه سرقوكي شويت حرمية، يا مصر يا مصر ولادك أهم بناتك أهم عنك شالوا الهم يفدوكي بالروح و الدم،اعتتقلوني اعتقلوني مش حتشوفوا الخوف في عيوني" وخلفها يردد الجموع تلك العبارات، و قنوات تلفزيونية كثيرة أجنبية وعربية و مصرية و الشباب كل يدلوا بدلوه في مقابلات و يطرح رأيه على العلن.
وعندما كنت أصور قال لي أحد الشباب:رجاء لا تصوريني صوري هذا وكان فتى ما بين 15و 18 من العمر به أثار إصابات في رأسه، وعندما سألته ما به و هو متلحف ببطانية قال " ضربت برصاص مطاطي في الأحداث الأخيرة و هو يرفض الخروج من الميدان" و عندما سألت و ماذا تريدون من البقاء في الميدان أجابوا معا " حرية و عدالة" ثم علا صوت هتاف من خلفنا " يا حرية إنتي فينك المشير بينا و بينك، المشير بهيص عاوز يبقى ريس" فقلت لأحد الشباب و هو يدعى محمود: أليس المشير هو الذي أنقذ الثورة وأنقذ شباب الميدان من حرب أهلية و بطش وزارة الداخلية بكم، فأجاب:لا طبعا الذي حمانا هو الجيش و ليس الطنطاوي. و هنا يجب أن نقف عند نقطة غاية في الأهمية لمستها بين جميع الشباب و الشابات ممن التقيت بهم في الميدان فلا شخصنه للأمورعندهم ولديهم فصل واضح بين الأفراد و المؤسسة فلا ينسبون فضل العمل الناتج عن المؤسسة للفرد وهذه يحمل لذهني حقيقة أن الانسان المصري رغم بساطته حضاري ومدني و يعي حقيقية أن يقام المجتمع على المؤسسات لا الأفراد.
ثم إنتقلت لمجموعة أخرى تتزعم الهتافات من الشباب فسألتهم من أنتم ؟ الى أي حزب تنتمون حيث بدأ لي من حديثهم أنهم على قدر عالي من الثقافه فاجابني أحدهم نحن شباب مصر لا طوائف ولا أحزاب فقلت لهم مستفزة إياهم يعني أنتم بلطجية كما يقال ؟فأستشاظ غيضا وأراني آثار طلق مطاطي في ساعده وقال من أطلق علي هذا الرصاص هوالبلطجي -يقصد وزارة الداخلية- أما انا فطالب بكلية الطب بجامعة الأزهروأراني بغضب بطاقته الجامعية ثم أشار لزميلته وتدعى صابرين وقال هذه معلمة وهي صوتت وأنا لم أصوت نختلف حول التصويت لكننا نتفق على ضرورة حماية الثورة وعدم هدر دماء الشهداء فإن كنتِ تبحثين عن البلطجية فبإمكانك البحث عنهم في مكان آخر.
عموما فبالاضافة لنقاط الاختلاف في الميدان فهناك نقاط تبدوا نقاط اتفاق وهي:
- ضرورة تسليم السلطة للمدنين حيث تصرخ اللافتات في الميدان بذلك كما تصرخ الحناجر أيضا " عسكر يحكم مدني ليه إحنا صهينه و لا إيه"
- ضرورة وجود محاكمات صارمة لمن شارك في قتل المتظاهرين.
- لا بد من محاكمة و استعادة الأموال من رموز النظام السابق.
ويبدوا أن بدون تنفيذ النقاط الثلاث السابقة ستظل الساحة المصرية وميدان التحرير على وجه الخصوص ساحة ساخنة بالأحداث.