الثلاثاء، 18 مايو 2010

اسرائيل دولة جاهزة للانتحار

اسرائيل دولة جاهزة للانتحار


في الثقافة الإنسانية العامة نجد أن الإنسان وقف حائرا في مشاعره إزاء المنتحرين بين شفقة واحتقار،كما وقع أيضا في حيرة في وصف المنتحرين بالجبن؟أم بالشجاعة؟بالبؤس؟ أم بالجرأة؟ بالروعة؟ أم بالبشاعة؟فظاهرة الانتحار ظاهرة إنسانية رافقت التاريخ البشري، ولا أعلم حقيقةً متى سجلت الإنسانية أول حادثة انتحار كما أني لا أعلم إن كان في عالم المخلوقات الأخرى منتحرون أم لا، عموما فإن الانتحار بالنسبة لي عالم خاص بالبشر، بل وكلما تطور هذا الكائن البشري وتقدم وترقى علميا كلما شاع إقدامه على الانتحار وكلما كان قرار الانتحار قرارا مدروسا لديه مسبقا، ولا نستبعد أن يستخرج الإنسان في يوم من الأيام وثيقة انتحاره وأن تخصص الحكومات مؤسسات وقوانين تنظم ذلك حتى لا يؤثر ذلك على الاقتصاد العالمي، وحتى ربما تحصل ضريبة تضاف للدخل القومي.عندما كنت أقرأ عن حكماء صهيون وعن المشروع الصهيوني وطموحات دولة إسرائيل، كنت أبلغ من الإعجاب بهم أشده، فلا تناقض بين الإعجاب والعداوة فقد تعجب بعدوك، حتى وإن فُقد الاحترام بين الطرفين واحتدمت العداوات.ولكن بعد كل تلك السنوات من التقدم الصهيوني والتخلف العربي، والتحالف العالمي للصالح الصهيوني والتشتت والتشرذم العربي، ماذا حققت إسرائيل؟، لا شيء، قطعة جغرافية لا تمثل عشر طموحات حكماء صهيون.دعونا نعود للمشروع اليهودي الصهيوني لحكماء صهيون وللمشروع العربي الاسلامي للنبي محمد (ص) وصحبه، الذين سنسميهم حكماء العرب.أطلق النبي محمد (ص) دعوته الاسلامية وبعد 13 عاما فقط استطاع أن يقيم دولة اسلامية في المدينة المنورة المعروفة بيثرب قبل قدوم النبي محمد (ص) اليها.أطلق الصحافي اليهودي الهنغاري ثيودرو هرتزل لعام 1896م دعوته لاقامة وطن قومي لليهود وفي عام 1948م أي بعد 52 سنة استطاع اليهود اعلان قيام دولة يهودية في فلسطين المحتلة.بعد 13 سنة من الهجرة أي من الاعلان عن الدولة العربية الاسلامية استطاع العرب الاستيلاء على شمال وشرق فلسطين وذلك في عام634م، وبعد عامين فقط من دخول فلسطين استطاع العرب فتح سورية (15هـ- 636م).وبعد 20 عاما تقريبا من الاعلان عن دولة اسرائيل أي في عام 1968م استطاع الصهاينة احتلال القدس ومرتفعات الجولان وسيناء.بعد 6 سنوات تقريبا من سيطرة العرب على سورية دخل العرب مصر سنة 21هـ، ثم انطلقوا لأفريقيا وأوروبا وكانت لهم حضارة عالمية.بعد6 سنوات تقريبا من احتلال اسرائيل لسيناء استطاع المصريون بتعاون وتنسيق عربي تحرير سيناء، وعبور خط بارليف في حرب اكتوبر/ تشرين الاول 1973م.منذ انطلاق المشروع الصهيوني وإلى الآن لا زال الصهاينة عاجزين عن احتلال كامل فلسطين ناهيكم عن إقامة دولة من البحر للنهر كم خطط يوما حكماء صهيون. ومن احتلال بغداد الأول 1258م إلى احتلال بغداد الثاني 2003، ورغم كل التخلف والضعف والتشرذم الذي عليه العرب لا زالوا يسيطرون على ما نسبته حوالى 10' من مساحة العالم، ولا زالوا قادرين على توجيه ضربات موجعه لمحتليهم حتى وهم محرومون من ابسط الحقوق ومقومات التطور.و بعد أكثر من مئة عام على المشروع الصهيوني لا زال الصهاينة عاجزين عن السيطرة المطلقة على كامل فلسطين، وفي نفس المدة الزمنية فقط استطاع العرب دخول أوروبا وإقامة دولة الأندلس.أفليس على حكماء صهيون المراجعة العاجلة لبروتوكولاتهم، واغتنام فرصة السلام العادل والشامل فالواقع يقول إن إسرائيل لم تحقق شيئا سوى أنها أصبحت دولة جاهزة للانتحار، فإذا كانت إسرائيل تفخر بكونها تملك مفاعلات نووية، فعليها أن تسأل نفسها ضد من ستستخدم؟ وفي أي مكان؟ بالطبع إسرائيل تستعد للحظة الانتحار فلو أقدمت على تفجير قنابلها الذرية هي بلا شك منتحرة فالحيز الجغرافي واحد والفاجعة ستلحق بالجميع. فعلا الفكرة مرعبة دولة رغم كل الضعف الذي عليه عدوها تعلم أنها بلا مجال للشك مرعوبة، وإبداع عقلها يأتي من خلال استعدادها وجهوزيتها المطلقة للانتحار.بات أمام إسرائيل خياران لا ثالث لهما: اما أن تستمر في استعدادها للانتحار وإما أن تمد يدها لسلام شامل وعادل يحصل فيه كل ذي حق على حقه، وتضمن للاجيال القادمة حياة بسلام، فلقد أثبتت الأيام أن العرب وفي قمة ضعفهم كانوا صخرة صلبة حطمت طموحات حكماء صهيون فكيف هم لو نهضوا ؟ والسلام فرصة ربما لن تتاح لأجيال إسرائيل مرة أخرى لو أهدرتها الآن.

رابط المقال