الخميس، 14 يوليو 2011

سيادة الرئيس يشعر بمحبة الشعب


سيادة الرئيس يشعر بمحبة الشعب
الأربعاء, 22 يونيو/حزيران 2011 02:55
منى سالم جعبوب-ما لفت انتباهي هو ما أكد عليه الأسد الصغير في خطابه أنه خلال الفترة الماضية التي تمنع فيها عن الظهور للجماهير إعلاميا كان يلتقي بعدد كبير من الجماهير من الشعب السوري و قد شعر بحب الشعب له، وأعتقد أنه بالفعل كل الذين قابلوا الأسد أعربوا له أن الشعب السوري يحبه و أن الشعب السوري يعقد عليه آمالا عريضات.الرئيس السوري لم يكذب فيما قال لكنه للأسف يبدو أنه لم يفهم المراد منه شعبيا، وكيف يمكن أن يكون منقذا لسورية من الحالة الحرجة التي دخلت فيها.عموما للنظام السوري فيما نسميه سورية الأسد الأب و الإبن العديد من الانجازات المعقدة فسورية التي في موقع جغرافيا لا تحسد عليه وكونها تقع في بؤرة التوتر الدائم و كذلك لكثرة الأعراق و القوميات و الانتماءات الإثنية بها استطاعت سورية الأسد الخروج من الترنح بين الاتحاد مع مصر و الاتحاد مع العراق لتخرج من ذلك مع الحفاظ على الممانعة و لتكون دولة مستقلة ينظر لها كدولة عربية كبيرة رغم شح مواردها المالية وكثرة أعدائها لتحافظ على استقرارها فكيف تم الحفاظ على ذلك الاستقرار هذا أمر آخر. ولكن كل الحركات المقاومة و المهجرين و المنفيين و العرب عموما قادة و مواطنين يشعرون بالحرج من توجيه أصابع الاتهام لنظام حمل على عاتقة هموم القومية و فتح بابه على مصراعيه لكل العرب لذلك هناك صمت عربي عام فقد كفت سورية الأسد الزعماء العرب من الدخول في صدامات مع الأصدقاء لأجل القضايا العربية و تكفلت هي بذلك لتقوم الدول العربية الكبرى بدور الوسيط بين الصديق القوي و الشقيق العنيد و قد ارتاحت كثير من الدول العربية لذلك الدور الذي فرضته سوريا الأسد فلم يعودوا يستطيعون لعب غير ذلك الدور.حسنا دعونا نعود للرئيس بشار الأسد ذلك الرئيس الشاب الطبيب الحنون كما يبدو و الأقل حنكة و عنفا ربما من أسلافه كيف يمكن أن يصدر كل تلك الأوامر بالقتل و التعذيب و التهجير أمر لا يعقل بالنسبة لطبيعة الرجل، عموما نحن كمتابعين نجهل حقيقة ما يحدث على الأرض و قناة الجزيرة مصدرنا الوحيد وهي قناة لها ما لها وعليها ما عليها -وإن كانت حسناتها أكثر من سيئاتها- فقد عرفنا فقط من خلالها أولا أن هناك آلافا من المقتولين و المعتقلين في سوريا وعشرات الآلاف آخرين مهجرين في بلادهم أو خارجها. وأيًا كانت تفاصيل الحقيقة فما يحدث في سورية أزمة حقيقية قد تقضي عليها اقتصاديا على الأقل باعتراف الرئيس السوري شخصيا و في أسوأ التحليلات انهيارها ككيان موجود في المستقبل القريب. ومع ذلك خطاب الرئيس بشار لم يحمل جديدا يليق بحجم الخطر، ربما الحكام العرب ليسوا على قدرة على اتخاذ قرارات حاسمه يمكن بها أن يغيروا التاريخ لصالح شعوبهم و يسجلهم التاريخ كنبلاء تفخر بهم الصفحات التي تحمل أسمائهم.الخطأ الكبير الذي أرتكبه سيادة الرئيس بشار الأسد هو إسناده للجيش مهام فض التظاهرات و الاحتكاك بالشعب، الأمر الذي خلق عداوة وكراهية و احتقان ينتظر لحظة الانفجار في نفوس أهالي المعتقلين و المقتولين و المواطن السوري البسيط المتفرج لذلك الإستعراض المفرط للقوة الذي قامت به الحكومة السورية في المدن والشوارع و الحواري و القرى و الأرياف السورية. و بالطبع كل جماعات المنتفعين تحاول الدفاع عن مصالحها و لا أحد يكترث لحال سورية و شعبها و لا حتى لحال الرئيس الشاب لذلك أقنعوه بأنه يتصرف بالطريقة المثلى و لكن هل يملك هو الذكاء و الشجاعة ليقدم الحل و المخرج للمشكلة و يقرر الانضمام للجموع الغاضبة و يغضب عليهم لصالح الشعب، لم نجد في الخطاب ما يوحي لنا بذلك كلها مؤامرة خارجية و الرئيس محبوب من الشعب!